2025 آخر أجل للتقديم: 9 ديسمبر/ كانون الأول
(رابط نموج التقديم)
ترحب مجلة ماي كالي بالمساهمات التي تستقصي كيف يُصنع الفن حينما لا يكون البقاء مجازا، بل شرطا ماديا وحقيقيا.
نعيش زمنا تبث فيه الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة، ويقمع فيه التضامن، ويباع الفن -مسلوبا من سياقه السياسي- كعلاج نفسي. حولت الرأسمالية الثقافة إلى “محتوى”، أما المؤسسات فتزيّن التعبير السياسي وتخففه حتى يصير سائغا. في هذا المشهد، نتساءل: ما الذي تبقّى من قدرة الفن على التحدي والتغيير؟ كيف يتمرد الفن ويستعيد دوره كسماء للنضال والرفض وتخيل عوالم جديدة؟
ينظر هذا العدد إلى إمكانية بقاء الفن حيا سياسيا، وإلى مقاومة احتوائه أو اجتثاثه من سياقه أو محوه المتعمد تحت سطوة أنظمة القوى المهيمنة.
ندعو المساهمات والمساهمين إلى التأمل في دور نضالات التحرر والمقاومة ودفعها بالفن إلى فضاءات جديدة. مهتمون بكيفية تشكل الممارسة الفنية من خلال المواجهة مع البنى القمعية كالاحتلال والرقابة والرأسمالية، وكيف يمكن للإبداع الفني أن ينبثق من داخل هذه الأنظمة وضدها وما بعدها.
ثيمات ونقاط الانطلاق
المساءلة والإقرار: القرب والامتياز والتواطؤ والتضامن. نرحب بأمثلة تربط هذه المفاهيم بالظروف العالمية لمتابعة الفن، لا بموقع واحد للعنف.
الفنان كفاعل، لا كضحية.
الإبداع كاستجابة، لا كعرض: الفن بوصفه تدخلا وترميما، لا كاستعراض للألم.
مقاومة التمييع: تجذر الفن في البنى المستقلة وما هو مشترك، والممارسات التي تبقى مدينة لمجتمعها.
الفن كمخيال وأرشيف: استعادة التواريخ الممحية وتخيل المستقبل الممكن
دور التمثيلية: أن نجعل المخفي مرئيا دون تفويت الاعتراف بالعنف الذي يسببه كشف المعاناة
الفن كممارسة مجالية: رسم الخرائط والزعزعة وإعادة تشكيل الفضاءات
الفن ضمن القوى: الاعتراف بأن الفن دائما متشابك مع الشروط المادية، وليس خارجها أبدا.
الفن كدينامية: يتغير مع تغير المشهد والاحتياجات، ويسمح للأفكار بأن تعيش أكثر منا وتسافر عبر الحدود والأجيال.
أسئلة توجيهية
تسعى هذه الأسئلة لتوسيع التأمل، لا لتجميل الألم. لنفكر كيف يناور الفن الإقرار والتواطؤ والمقاومة في زمن متناهي العنف.
عندما يكون البقاء على المحك، أي من أشكال الفن تصير ممكنة وضرورية؟ كيف يعيد الفن النابع من من رحم التهجير والحصار والدمار البيئي تعريف الإبداع؟
كيف ينخرط الفنان ويحافظ ويتحدى حركات التحرر والعدالة؟ ما الذي يمكن تعلمه من النضالات السابقة والحالية -المناهضة للاستعمار والنسوية والبيئية- عن تغير دور الفن فيها؟
كيف تغير شهادتنا للعنف والإبادة عبر الشاشات والبث المباشر مسؤولية الفن؟ ما الذي يعنيه أن نخلق الفن في خضم المحو والإلغاء؟ كيف غيرت لحظة الإبادة ما نصنع وكيف نبدع؟
كيف تحاول الرأسمالية إضعاف القوّة السياسية للفن، وكيف يمكننا استعادة طاقته المتمردة؟ ما الاستراتيجيات الجماعية أو السرّية التي يمكن أن تحافظ على الفن كممارسة للرفض والمقاومة؟
نرحب بالمقالات والمرئيات والأعمال التجريبية التي تستحضر الممارسة الفنية ضمن الوقائع السياسية والاجتماعية والمجالية الأوسع. يمكن للمساهمات أن تستلهم من تواريخ حركات التحرير والنسوية والبيئية، ومقاربات الثقافة المادية والملموسة.
العمل الفني:
جدارية الفنانة الفلسطينية إميلي جاسر «هذا الكتاب يعود لصاحبه فتح الله سعد» (2014)
يأتي هذا العمل ضمن مشروع “الإكس ليبريس” – او مشروع الكتب المنهوبة (2010–2012)، الذي يحيي ذكرى نحو 30 ألف كتاب نُهِبت من منازل الفلسطينيين ومكتباتهم ومؤسساتهم عام 1948 على يد الاحتلال الإسرائيلي.
من خلال هذا المشروع، تتناول جاسر أسئلة تتعلق بفقدان الثقافة، والاستعادة، والعدالة في إعادة الممتلكات، مسلّطة الضوء ليس فقط على الاختفاء المادي لهذه الكتب، بل أيضاً على محو الذاكرة والتاريخ والهوية.
تصوير: نانسي كازرمان/زوما واير/ألامي لايف نيوز
