English

بقلم: ذا سِكس توك بالعربي
العمل الفني: ماري أبو زيد

هذا المقال ملحق بعدد سنة ورا سنة

يصعب العثور على معلومات موثوقة حول الجنس والجسد، خصوصا حين تعتبر هذه النقاشات تابو وعار. لا يترك هذا العديد من الأسئلة معلقة دون إجابة فحسب، بل يحدث فجوة بيننا وبين أجسادنا.

ذا سِكس توك بالعربي1 (الحديث عن الجنس بالعربية) مبادرة انطلقت من مصر، وتسعى لإنتاج محتوى تعليمي حول الصحة الجنسية، مع إيلاء الأولوية للغة العربية واستخدام لغة شاملة للنوع. من خلال نبرة بسيطة ومحتوى بصري تعليمي. تتناول المبادرة التحديات المحلية، وتقدم نصائح عملية تمس واقعنا اليومي. وعبر إعادة صياغة المفاهيم اللغوية والثقافية، تسهم في تغيير السردية الشائعة لكسر وصمة العار المحيطة بهذه المواضيع، وفتح المجال لحوار أوسع. والهدف بناء روابط وتطبيع هذه النقاشات والمشاركة في تعزيز حركة مجتمعية أوسع.

في هذا الحوار، تشارك المبادرة خلفيتها ودوافعها، وبعض الخرافات الشائعة في مجتمعاتنا، ودليلها الشامل حول فيروس نقص المناعة البشرية2، وخطوات مستقبلية لضمان استمرارية هذه الجهود وتوسيعها.

بداية، كيف نشأت مبادرة “الحديث عن الجنس بالعربية”؟
“ذا سِكس توك بالعربي” منصة رقمية تعنى برفع الوعي حول الصحة والحقوق الجنسية للنساء وأفراد مجتمع الميم-عين باللغة العربية. بدأت المبادرة عام 2018 كمجموعة خاصة على فيسبوك، حيث يمكن للنساء الحديث بصراحة عن الجنس وطرح الأسئلة وتقاسم المخاوف وتقديم الدعم لبعضهن البعض. تم إنشاء هذه المساحة بسبب نقص التثقيف الجنسي في البلدان الناطقة بالعربية، وهو فراغ ينتج الجهل والعار والعزلة، وغالبا ما يؤدي إلى العنف ضد النساء.

ومع تزايد عدد النساء المهتمات والراغبات في المشاركة، توسعت المنصة لتشمل منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. ومع مرور الوقت، بدأنا تقديم تدريبات مجانية للنساء بمختلف تنوعاتهن واستقطبنا متطوعين ومتطوعات لدعم القضية، البعض أصبح اليوم جزءا من فريقنا الإعلامي.

منذ ذلك الحين، أعددنا موارد وورشات عمل متنوعة لمساعدة الناس على فهم أجسادهم وجنسانيتهم، وتعاونا مع منظمات نسوية شقيقة ونشطاء وخبراء لتعزيز الترابط وبناء حركة أوسع. كما أنشأنا مدونة يشارك من خلالها الناس قصصهم الشخصية.

ما الذي ألهم إطلاق المشروع؟ وما هي الفجوات المعرفية واللغوية والثقافية التي يسعى المشروع لسدها؟
لا يزال التثقيف الجنسي من التابوهات وغائبا عن النقاش العام في المنطقة. كثيرون يختزلون الموضوع في مفاهيم المتعة أو أوضاع الجنس فقط، وهي مفاهيم تتجنبها المجتمعات بدافع القيم الدينية أو التقليدية خوفا من “تشجيع” الفتيات على النشاط الجنسي. لكن في الحقيقة، التثقيف الجنسي يشمل ما هو أعمق بكثير من ذلك. يحرمنا هذا الفهم الخاطئ من المحادثات الضرورية حول القبول والحدود والممارسات الآمنة، وهي معارف أساسية يجب أن تكون متاحة للجميع. بدون التثقيف الصحيح، تترك الفتيات والنساء عرضة للعنف وغالبا ما لا يستطعن الحديث بسبب الوصمة المحيطة بالجنس.

عادة ما يقتصر التثقيف الجنسي في المنطقة على مفاهيم تنظيم الأسرة دون التطرق لفهم أجسادنا وهوياتنا الجنسية. ونتيجة لذلك، تشعر العديد من النساء بالخوف والارتباك ليلة الزفاف، بعد سنوات من تعلمهن تجاهل أجسادهن وعدم الاقتراب من مهبلهن، ثم يتوقع منهن فجأة ممارسة الجنس، وهن لا زلن عالقات في مشاعر الخزي المرتبطة بأجسادهن وجنسانيتهن.

قد تجد من لديهن امتياز الوصول إلى الإنترنت وفهم اللغة الإنجليزية لبعض المواد التعليمية، لكنها غالبا ما تفشل في مخاطبة خصوصية الثقافة العربية واحتياجات نساء المنطقة. لا تأخذ هذه الموارد بعين الاعتبار التحديات الثقافية التي نواجهها، وبالتالي لا تمنح نصائح عملية تمس حياتنا اليومية. ثم أنها بلغة أخرى وقادمة من ثقافة أخرى، ولا تساهم في تطبيع الجنس للنساء من المنطقة الناطقة بالعربية، ولا تتعامل مع الوصمة والتابوهات المحيطة بالجنس. وحتما لا تخلق بيئة آمنة للنساء والفتيات ومجتمع الميم عين في المنطقة لتبادل الخبرات والدعم.

وهنا يأتي دور “ذا سِكس توك بالعربي”. إذ ننتج محتوى محليا يعكس الواقع والتحديات التي تواجهها النساء والفتيات وأفراد مجتمع الميم عين في المنطقة. نستخدم اللغة العربية أولا وقبل كل شيء لأنها الأقرب للناس، وهي مركزية في مهمتنا نحو تطبيع الحديث عن الحقوق الجنسية والصحة الجنسية. يجعل التحدث بالعربية النقاش حول الجنس أكثر طبيعية وسلاسة، فهي لغتنا، وباستخدامها نعيد امتلاك هوياتنا كأفراد ونواجه التابوهات من داخل ثقافتنا. لكننا لا نقتصر على التثقيف فحسب، نحن نبني مجتمعا يمكن فيه للناس طرح الأسئلة ومشاركة تجاربهم وتقديم الدعم لبعضهم البعض بأمان وحرية.

بالإضافة إلى المحتوى الغني باللغة العربية الذي تقدمونه، يبدو أنكم حريصون على استخدام لغة شاملة للجندر في جميع منشوراتكم. أخبرونا  أكثر عن هذا الخيار وكيف يتماشى مع رؤيتكم وقيمكم:

اللغة المبنية على التذكير والتأنيث تعزز التفكير الثنائي والممارسات الإقصائية. ومن خلال استخدام لغة شاملة للجندر، نسعى إلى تعزيز الفهم وتطبيع التنوع وبناء مجتمع يشعر فيه الجميع بالانتماء والاعتراف، والمساهمة في مقاربة أكثر شمولية تجاه الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية (حقوق الصحة الجنسية والإنجابية3).

نستخدم مصطلحات مثل “أفراد يمتلكون قضيبا” أو “أفراد يمتلكون مهبلا”، لأن ليس كل من يملك مهبلا يعرّف نفسه كامرأة، وليس كل من يملك قضيبا يعرّف نفسه كرجل. يشمل ذلك الأشخاص الترانس والعابرين وغير المطابقين جندريا، الذين يواجهون قدرا إضافيا من الوصمة والتهميش في نقاشات الصحة الجنسية والإنجابية.

العمل الفني: ماري أبو زيد

كيف ترون الحديث حول الجنس والجنسانية والصحة الجنسية اليوم في مصر والمنطقة الناطقة بالعربية؟ هل لاحظتم أي تغيّرات منذ انطلاق المشروع؟
منذ انطلاقنا، لاحظنا بوضوح تزايدا في عدد المتابعين والمشاركات والتعليقات والرسائل المباشرة التي تتضمن أسئلة أو تقاسما لمخاوف وتجارب شخصية. هذه ليست مجرد أرقام، بل دليل على أن هناك حوارا بدأ حول مواضيع مثل الجنس والميول الجنسية والهويات الجندرية والنشوة الجنسية لدى النساء، وهي مواضيع لا تزال تعتبر من المحرمات ونادرا ما تناقش في منصات التثقيف الجنسي بمصر.

لدينا متابعون نشطون ومشاركون، كما أن هناك من يتابعنا بصمت. ونتلقى رسائل من أشخاص يخبروننا كيف ساعدهم المحتوى الذي نقدمه سواء في تقبل أجسادهم وهوياتهم الجنسية، أو في خوض تجاربهم الجنسية الأولى بشعور من المتعة دون ألم، أو في تعليم من حولهم باستخدام لغة شاملة. البعض شكرنا لأننا ساعدناهم على إدراك أن أجسادهم ملك لهم، وأن من حقهم استكشافها بأنفسهم. وشاركونا كيف استخدموا منصتنا للحوار مع بناتهم المراهقات حول هذه المواضيع. هذه القصص تعكس الأثر الحقيقي الذي نحدثه. وحتى الرسائل التي تعارضنا أو تجدنا “غير أخلاقيين” تدل على أننا نتحدى السرديات التقليدية التي تعود عليها الناس.

ما هي أكثر الخرافات انتشارا في ما يخص الجنس والجنسانية والصحة الجنسية في المنطقة الناطقة بالعربية؟ وما التغيرات الإيجابية التي لاحظتموها في تفكيك بعض منها؟
تشمل بعض أكثر الخرافات التي نواجهها:

١ أن المرأة يجب أن تنزف عند أول علاقة جنسية نتيجة “فض غشاء البكارة”، وأن هذا النزيف هو إثبات على العذرية.
٢ أن الميول غير المغايرة هي مرض يستدعي العلاج أو التدخل الديني.
٣ أن الاستمناء يسبب الإدمان أو ضعف الانتصاب أو العقم أو حتى العمى.
٤ أن الفرج يجب أن يبدو بشكل ولون ورائحة معينة.

لاحظنا أن المحتوى الذي نناقش فيه هذه المواضيع بالذات يحظى بتفاعل كبير وردود فعل إيجابية من المتابعين الذين يخبروننا بأننا منحناهم شعورا بالطمأنينة وساعدناهم في تقبل أنفسهم.

١ في موضوع خرافة عذرية الدم، نشرنا شهادات لمتابعات عن تجربتهن الأولى، والتي أظهرت أن كثيرات لم ينزفن. فككنا أسباب النزيف وبأنه لا يكون دائما بسبب الغشاء، بل قد يعود إلى نقص في المداعبة أو جهل أو عنف الشريك أثناء العلاقة. كما استخدمنا رسومات توضيحية لأنواع غشاء البكارة المختلفة، ووضحنا أن بعض النساء يولدن دون غشاء على الإطلاق، ما يسقط فكرة “الغشاء كدليل على العذرية”.

٢ في ما يخص خرافات الميول والهويات الجنسية، أنتجنا الكثير من المحتوى التوعوي الذي يعرف بمصطلحات الميول والهويات الجندرية، وفندنا الخرافات حولها، بما في ذلك “العلاج التحويلي“. كما نستخدم خاصية صندوق الأسئلة في الستوريز على إنستغرام لتوفير مساحة للأفراد من مجتمع الميم لمشاركة تجاربهم وتجاربهن وطرح كل الأسئلة والاستفسارات.

٣ في موضوع الاستمناء، نشرنا محتوى يقارن بين الخرافات والحقائق، ناقشنا فوائده، وقدمنا نصائح حول ممارسته، وعقدنا حصة تدريبية حول تجاوز مشاعر الخزي تجاه الجسد والرغبة.

٤ في موضوع أشكال الفرج، نحرص على عرض رسومات توضح أشكال وألوان وأحجام الفرج المختلفة، بما في ذلك تلك التي عليها شعر، لأن المواد الإباحية غالبا ما تقدم صورة نمطية واحدة. بذلك، نحاول تطبيع التنوع والأشكال المختلفة لأعضاء الجسد.

يتجلى أثر ما نقوم به في راحة جمهورنا وثقتهم بنا لطرح الأسئلة ومشاركة قصصهم. من التعليقات التي وصلتنا: “أشعر أنكم مساحة آمنة، من النادر أن أبوح (أخرج من الخزانة) لكن أشعر أنكم قريبون مني، وأقدّر تقبلكم لي”، “جعلتموني أشعر أن الاستمناء أمر طبيعي، رغم أن الكثيرين يقولون أنه خاطئ، وكنت أشعر بالقرف من نفسي بسببه.”

أطلقتم مؤخرا دليلا شاملا حول فيروس نقص المناعة البشري. احكوا لنا أكثر، ما الذي دفعكم لإطلاق الحملة؟ وهل واجهتم أي تحديات خلال إعدادها؟
يحاول دليلنا الإجابة عن أسئلة شائعة وخرافات منتشرة حول فيروس نقص المناعة البشري (فيروس نقص المناعة البشرية)، من قبيل:

ما الفرق بين فيروس نقص المناعة فيروس نقص المناعة البشرية، ومرض الإيدز4 (متلازمة نقص المناعة المكتسب)؟كيف يتم تشخيص وعلاج والوقاية من فيروس نقص المناعة فيروس نقص المناعة البشرية؟أين يمكن العثور على الدعم في البلدان الناطقة بالعربية؟كيف هي حياة شخص حامل لفيروس نقص المناعة فيروس نقص المناعة البشرية؟كيف يمكنك دعم صديق أو شريك أو فرد من العائلة مصاب بالفيروس؟

جاء الدافع الأساسي من مشاهدتنا للتضليل وسوء الفهم الكبيرين المحيطين بالأمراض المنقولة جنسيا، خصوصا فيروس فيروس نقص المناعة البشرية، في المجتمعات الناطقة بالعربية. هناك فجوة واضحة في توفر معلومات دقيقة وموثوقة وسهلة الوصول ثقافيا، خاصة باللغة العربية. يؤثر نقص المعلومات عميقا على حياة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، فهم عرضة للوصمة والعزلة، كما يعيشون في حالة من الحيرة بشأن طلب المساعدة أو العلاج. وكثير منهم يتجنبون الحديث أو طلب الدعم خوفا من الأحكام المسبقة، ما يقلل من فرصهم في عيش حياة صحية ويزيد من خطر انتقال الفيروس إلى الآخرين.

لهذه الأسباب، لم نكتف بإعداد الدليل فحسب، بل أطلقنا أيضا حملة توعوية حول فيروس فيروس نقص المناعة البشرية، هدفها جعل هذه المواضيع أكثر سهولة وقربا من الناس. كان من التحديات الأساسية تبسيط موضوع معقد مثل فيروس نقص المناعة البشرية، والذي غالبا ما تحوطه لغة طبية صعبة. تطلب إعداد الدليل باللغة العربية جهدا كبيرا لكون معظم الأبحاث والمصطلحات متوفرة سلفا بالإنجليزية. لكننا أدركنا أن المسألة ليست مجرد ترجمة معلومات طبية بل متعلقة بتطبيع وتسهيل النقاش حول فيروس فيروس نقص المناعة البشرية، وتقديم الدعم للأشخاص المتعايشين معه. وحرصنا على أن يكون الدليل والحملة المرافقة له سهلا وممتعا بنبرة خفيفة ومرحة قدر الإمكان، دون أن نغرق الناس بالتفاصيل التقنية، مع البقاء مراعين لواقع وثقافة المجتمعات الناطقة بالعربية. 

نقيس الأثر الذي نتركه من خلال عدد مشاهدات وتحميلات الدليل، إلى جانب التفاعل مع الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشارك مقتطفات من الدليل. يتيح لنا هذا فهما مباشرا لردود فعل الجمهور تجاه الموضوع، من خلال الإعجابات والمشاركات والحفظ والتعليقات والرسائل الخاصة والردود على الستوريز. بعض التعليقات التي تلقيناها مثلا: “أنا في علاقة مع شخص متعايش مع فيروس نقص المناعة البشرية، ولم أكن أعرف أدوية الوقاية ما بعد التعرض5 والوقاية ما قبل التعرض6. شكرًا على الدليل التفصيلي والمطمئن.” و”أفضل ما في هذه الحملة هو كمية الأمل والوعي التي تنشرها.”

كيف كان مسار إعداد الدليل؟ ولماذا ترون أنه من المهم إشراك خبراء الصحة الجنسية والإنجابية والأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية؟
قمنا بإعداد الدليل بالتعاون مع مهنيين صحيين وناشطين، وأشخاص متعايشين مع فيروس فيروس نقص المناعة البشرية. عملنا بشكل وثيق مع خبراء في فيروس فيروس نقص المناعة البشرية والصحة الجنسية والإنجابية لضمان الدقة الطبية للمحتوى. لكن ما لا يقل أهمية عن ذلك كان إشراك الأشخاص المتعايشين مع الفيروس، لأن مساهمتهم جوهرية في ضمان أن يعكس الدليل التجارب الفعلية ووجهات نظرهم واحتياجاتهم. وساعدتنا مشاركتهم في تحديد اللغة والنبرة والمحتوى، بحيث يكون الدليل فعلا مناسبا وملائما ومفهوما لمجتمعاتنا الناطقة بالعربية.

ما هي أبرز المفاهيم الخاطئة التي عملتم على تصحيحها في هذه الحملة؟
من أكثر الخرافات التي سعينا لتفنيدها هي أن فيروس نقص المناعة هو حكم بالموت. من الضروري توضيح أن فيروس نقص المناعة البشرية ليس هو نفسه الإيدز، وأن ليس كل من يُصاب بالـ فيروس نقص المناعة البشرية يتطور لديه المرض إلى إيدز. مرض الإيدز لا يتطور إلا إذا لم يتلق الشخص المصاب بالـفيروس نقص المناعة البشرية العلاج المناسب. ومع الرعاية الطبية الجيدة، يمكن للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية أن يعيشوا بصحة جيدة لفترة طويلة.

خرافة أخرى هي أن فيروس نقص المناعة البشرية مرتبط فقط بالمثلية الجنسية. في الواقع، يمكن أن ينقل الفيروس أيضا عبر العلاقات الجنسية المغايرة. ويمكن تناقل الفيروس بطرق أخرى إلى جانب الجنس، مثل نقل الدم أو من الأم إلى الطفل خلال الحمل أو الولادة (الانتقال الخلقي).

ماذا فعلتهم لضمان وصول الحملة وتفاعلها مع مجتمعات متنوعة؟
الدليل والحملة الخاصة بفيروس فيروس نقص المناعة البشرية متوفران بصيغة رقمية فقط، وحرصنا على استخدام لغة عربية مألوفة بدل المصطلحات الطبية المعقدة، كي تكون المعلومات مفهومة وسهلة الوصول لمختلف الفئات. نستخدم نبرة كتابة خفيفة، وندمج أحيانا الفكاهة لتطبيع الموضوع وتخفيف الخوف.

كما صممنا الدليل بطريقة مرئية وجذابة برسوم توضيحية (إنفوغرافيك) لتبسيط المفاهيم المعقدة. هدفنا أن يكون هذا الدليل سهل الفهم للجميع باختلاف خلفياتهم وتعليمهم، وراعينا الشمولية في كل من التصميم والمحتوى. كذلك، انتبهنا لاختيارات الألوان والخطوط وأحجامها وتجنبنا التصاميم التي قد تصعب القراءة أو تعيق فهم المحتوى.

كما نشارك مقتطفات من الدليل على وسائل التواصل الاجتماعي، ونستخدم أدوات تفاعلية مثل صناديق الأسئلة ومسابقات الأسئلة على الستوريز لتشجيع التفاعل. كما أطلقنا سلسلة مقاطع فيديو تروي قصصا حقيقية لأشخاص متعايشين مع فيروس نقص المناعة فيروس نقص المناعة البشرية لتلبية احتياجات من يفضلون المحتوى السمعي البصري على القراءة.

ندرك أن الطريق لا يزال طويلا، لكننا كمنظمة ناشئة نتقدم خطوة بخطوة. ورغم أن محتوانا رقمي، هذا الشكل في الحقيقة يزيد من إمكانية الوصول إلى الكثيرين في المنطقة الذين يفضلونه على الأدلة المطبوعة، خاصة في مواضيع حساسة مثل الصحة الجنسية والإنجابية. خارج الفضاء الرقمي، نتعاون مع منظمات وجمعيات شقيقة تعمل على الأرض لضمان وصول المعلومات إلى فئات أوسع من المجتمعات.

العمل الفني: ماري أبو زيد

ما هي الخطوة الأهم في تقليل الوصمة المرتبطة بالصحة الجنسية والإنجابية في المنطقة؟
نؤمن أن التحدث بصراحة عن مواضيع الصحة الجنسية والحقوق الإنجابية (حقوق الصحة الجنسية والإنجابية) هو من أهم الخطوات التي يمكن اتخاذها. يجب أن تتجاوز هذه الأحاديث مواضيع مثل تنظيم الأسرة والزواج، لتشمل مواضيع يتم قمعها عادة مثل الميول الجنسي والإجهاض والنشوة الجنسية عند النساء. لا ينبغي تقديم محاضرات للناس، بل رعاية الحوار وتشجيع النقاش وبناء مجتمع يشعر فيه الأفراد بالأمان للاستكشاف والتأمل والتعلم دون خزي أو أحكام.

طريقة الحديث مهمة جدا. فاستخدام تعبيرات مبهمة مثل “تحت” أو “هناك” بدل تسمية الأعضاء التناسلية بأسمائها الصحيحة يعزز الصمت والخجل. اللغة لها قوة، فعندما نستمر في استخدام مصطلحات مثل “العادة السرية” بدلا من “الإمتاع الذاتي”، فإننا نكرس وصمة العار المرتبطة بالاستمناء والجنس بشكل عام.

ليس الهدف مجرد تسمية الأشياء، بل إعادة تعريف وصياغة المصطلحات التي تعبر عن واقعنا بلغتنا نحن. على سبيل المثال، أعدنا تعريف تعبيرات شائعة مثل “الشذوذ الجنسي” والذي يستخدم للإشارة لغير المغايرين جنسيا، وأعدنا تعريفه ليعني الأشخاص الذين لا يقبلون الرفض ويواصلون الضغط أو يمارسون العنف من أجل الجنس. كما أعدنا صياغة بعض الأمثلة الشعبية مثل “اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24” إلى “اكسر للبنت ضلع تحبسك”، و”السكوت علامة الرضى” إلى “السكوت علامة التفكير أو الرفض”.

الصور أيضا لها دور أساسي ليس في التثقيف فحسب بل في تطبيع تمثيل متنوع للأجساد، يعكس واقعنا وألواننا وأشكالنا، بدل تكريس معايير ضيقة مثل النحافة أو البياض. عرض صور توضيحية لأجساد النساء باللغة العربية مهم للغاية لأن كثيرا من الناس تنقصهم المعرفة الأساسية حول أجساد النساء. مثلا الكثيرون لا يعرفون أين هو المهبل أو البظر لأنه غالبا ما يتم تصوير النساء كمجرد وعاء للإنجاب بدل أفراد يستحقن المتعة.

نستخدم كذلك مقاطع فيديو لأشخاص حقيقيين من بلدان ناطقة بالعربية يناقشون بشكل عمومي مواضيع متعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، يضحكون ويغضبون ويسخرون من التابوهات والسلوكيات المعتادة مثل التحرش أو العنف في العلاقات الجنسية. هذه الطريقة لا تساعد فقط في كسر التابوهات بل تعطي مثالا يحتذى وتشجع الآخرين على الحديث.

في ظل هذا الواقع، كيف تنصحون الناس بالبحث عن مصادر موثوقة حول مواضيع الصحة الجنسية؟ هل هناك موارد معينة توصون بها؟
ما يزال هناك نقص كبير في إنتاج المعرفة والموارد المتعلقة بالتثقيف الجنسي الإيجابي والشامل في المنطقة. الحديث عن الجنس ما يزال من المحرمات، نادرا ما يطرح في المدارس، وغالبا ما يتجنب داخل الأسرة. وحتى عندما تتوفر معلومات، فغالبا لا تعكس التنوع الموجود في مجتمعاتنا، ويتم إقصاء التجارب المتعلقة بالميولات الجنسية والهويات الجندرية والمتعة والاستقلالية الجسدية. هناك الكثير لفعله لضمان أن الجميع في المنطقة له إمكانية الوصول إلى المعرفة والخدمات التي تمكن من اتخاذ قرارات واعية حول أجسادنا وعلاقاتنا، وصحتنا..

أعطونا ثلاث توصيات لمقالات أو منشورات من ” ذا سِكس توك بالعربي”
نوصي أولا بدليل فيروس نقص المناعة البشرية الخاص بنا، لأن التوعية حول فيروس نقص المناعة البشرية أمر أساسي، ليس فقط للأشخاص المتعايشين مع الفيروس أو أحبائهم، بل للجميع. فجهلنا يُسهم في تكريس الوصمة دون قصد.

ثانيًا، نقترح كتيبنا التفاعلي “تعزيلة“، لأنه يوفر مساحة للتفكّر في علاقتنا بأجسادنا وهوياتنا الجنسية وحدودنا الشخصية، ويساعدنا على وضع أهداف واعية بهذا الشأن. وهي أمور نميل إلى تجاهلها عندما نفكر في “التنمية الذاتية” لكنها أساسية وتتطلب منا أن نفكك الكثير مما تربينا عليه.

  1. The Sex Talk Arabic.
  2. HIV.
  3. SRHR.
  4. AIDS.
  5. Post-exposure prophylaxis (PEP).
  6. Pre-exposure prophylaxis (PrEP).