كلمات، إخراج إبداعي و تصوير: هاشم نصر
هذا المقال من عدد الذبذبات
ألهمني اﻟﺗﻘﺎطﻊ ﺑﯾن اﻟﺧﯾﺎل وتحوله إﻟﻰ ﺷﻲء ﻓﯾزﯾﺎﺋﻲ أو ملموس أو مادي؟ ﺻﻧﺎﻋﺔ ھذا اﻟﻌﻣل ﻓاﻟﻣوﺟﺎت ھﻲ ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟطﺎﻗﺔ ﻓﯾزﯾﺎﺋﯾا و ﻟﻛني أعتبرها وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ذواﺗﻧﺎ أيضا، وأداة ﻟﻠﺗواﺻل ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن. ﻓﺎﻟﻔﻛرة ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﮭﺎ طﺎﻗﺔ ﻟﮭﺎ ذﺑذﺑﺔ. أﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﺟﺳﯾد ھذه اﻟظواھر اﻟﻔﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺟﺎوز ﺣدود اﻟﻣﺎدة ﻟﺗﺻﺑﺢ ﺗﻌﺑﯾرا ﻏﯾر ﻣﻠﻣوس عن أﻧﻔﺳﻧﺎ، ﻋن رﻏﺑﺎﺗﻧﺎ واﻧزﻋﺎﺟﻧﺎ ﻣن ﻣﺣﯾطﻧﺎ وﻋن ﺗﺣررﻧﺎ وﺗﻘﺑﻠﻧﺎ ﻟﻶﺧر.
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﻣوﺟﺎت ﻣن ﻣﻧظور ﻓﯾزﯾﺎﺋﻲ ﺑﺣت؛ ﻓﻌﻧدﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﻲ ﺗﺟﺳﯾد ھذا اﻟﻣوﺿوع، ﺗﺧﯾﻠت اﻟﻣوﺟﺎت ﻛطﺎﻗﺔ ﺗﻧﺑﻌث ﻣن اﻟداﺧل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج وﺗﺳﺗﻘﺑل ﻣن اﻟﺧﺎرج إﻟﻰ الداخل. بهذه الطريقة تصبح الموجات كيانًـﺎ ﯾرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣﺎدي وﻏﯾر اﻟﻣﺎدي، ﻟﯾﺷﻛل ﺟﺳورا ﺗرﺑط اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺣﺳﯾﺔ باﻟروﺣﯾﺔ.
إﺣدى اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳد ھذه اﻟﻔﻛرة ھﻲ ﺗﺟﺳﯾد اﻟﮭواﺋﻲ اﻟﺧﺎص ﺑﺎﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻣوﺟﺎت ﻓﻲ ﺷﻛل ﻗﻣﻊ ﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ رأس اﻟعارض، إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺟﺳﯾد أﻗﻣﺎع أﺧرى ﻣوزﻋﺔ ﻋﻠيه. ھذه اﻷﺷﻛﺎل اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﺗرﻣز إﻟﻰ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟرﺳﺎﺋل واﻹﺷﺎرات ﻣن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ، وﺗﻌﻛس ﺗﻔﺎﻋﻠﻧﺎ اﻟﻌﻣﯾق ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣوﻟﻧﺎ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗرﺟﻣﺗﻧﺎ ﻟﺗﻠك اﻟرﺳﺎﺋل إﻟﻰ ﺗﻌﺑﯾرات ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
كما ﺗﻌﺑر إﺣدى اﻟﺻور ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷﺧﺻﯾﺗﯾن ﺧﯾﺎﻟﯾﺗﯾن (ﻛﺣﺎل اﻟﻛﺛﯾرﯾن ﻣﻧﺎ) ﻓﻲ ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﺻل اﻟﺣﺳﻲ، وتقلص اﻟﻌﺟز ﺑزﯾﺎدة اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻷﺣﺎﺳﯾس وﻧﻘﻠﮭﺎ لأحدهما اﻶﺧر ﻋﺑر ﻗﻧوات ﺧﺎﺻﺔ. ھذه اﻟﺻورة ﺗرﻣز إﻟﻰ تجاوز اﻟﺗواﺻل اﻟﻌﺎطﻔﻲ لحدود اﻟﻠﻐﺔ، وتحوله إلى وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎرب وﻓﮭم اﻵﺧر ﺑطرق ﻏﯾر ﻣﻠﻣوﺳﺔ أﺑﺳطﮭﺎ اﻻﻧﻔﺗﺎح وﻣﺷﺎرﻛﺔ المشاعر، و ھو ﺷﺊ ﻟم ﻧﻌﺗد اﻟﻘﯾﺎم به ﻓﻲ المجتمعات الأبوية ﻋﺑر أﺟﯾﺎل ﻋدة.
نهاية، تجسد واﺣدة ﻣن اﻟﺻور ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟذاتي ﺑذراﻋﯾن ﻣﻔﺗوﺣﯾن ﻟﻠﻌﺎﻟم، ﺗﺗراﻛب اﻟﻣوﺟﺎت ﺑﺄﺷﻛﺎل داﺋرﯾﺔ ﻋﻠى ﻣﺻﺎدر اﻟﺣس ومنابع ﺗدﻓق اﻟطﺎﻗﺔ (اﻟﻌﻘل واﻟروح واﻟﺟﺳد) ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺗﻘﺎطﻊ العوالم اﻟداﺧﻠﻲة واﻟﺧﺎرجية.