نعلن عن تضامننا غير المشروط مع الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة المناهضة للاستعمار؛ فنحن نرى جميع الصامدين والصامدات والمنددين والمنددات والمطالبين والمطالبات بوقف إطلاق النار ونسمعهم/ن ونقر بوجودهم/ن ونقف بحزم إلى جوارهم/ن ونطالب بحرية جميع الشعوب المضطهدة سواء في فلسطين، أو السودان، أو أرمينيا، أو سوريا وفي كل مكان.
كان، ولا يزال، الكشف المستمر عن الفظائع المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه أمراً مروعاً ومثيراً للغضب؛ فلا يزال التطهير العرقي لفلسطين – الذي بدأ منذ أكثر من 75 عاماً ويضرب بجذوره في الأيديولوجيات الاستعمارية والإمبريالية والرأسمالية – مستمراً في موجات من عنف الإبادة الجماعية والقمع؛ فقد شهدنا على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية تفاقم هذا الأمر وتحوله إلى أكبر تدمير للأرواح والأراضي في حياتنا، حيث تجاوز عدد الفلسطينيين والفلسطينيات الذين استشهدوا في غزة ال 7000 شخص (حتى وقت نشر البيان) في ظل تعطل البنية التحتية الأساسية ومنع وصول المساعدات، وتدمير المستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس والمناطق الآمنة، وتحول الأطباء والطبيبات والصحفيون والصحفيات وعائلاتهم/ن إلى أهداف، وانتشار استخدام الفسفور الأبيض وغيره من الأسلحة غير المشروعة، ومحو عائلات بأكملها من السجل المدني، وانفصال “التغطية” الصحفية عن الواقع لدرجة أنه لا يمكن اعتبارها سوى بروبغاندا، فضلاً عن الزيادة الهائلة في عمليات القتل والاعتقالات الجماعية في الضفة الغربية، وتسليح المستوطنين “المدنيين”، وتدمير المخيمات والأحياء، واختطاف الفلسطينيين وتعذيبهم، وما هو أكثر من ذلك.
وإننا لنشعر بقلق عميق إزاء حاضر فلسطين ومستقبلها، وهياكل القوة العالمية، وتأثير الحرب على الإنسانية والبيئة، ونحن ندرك أنه على الرغم من أن قوات الاحتلال الإسرائيلية هي التي تنفذ هذا الهجوم، فقد زادت حدته بسبب “الدعم غير المشروط” (المالي والدبلوماسي والأيديولوجي) الذي تقدمه الحكومات الغربية، والتذرع الاستراتيجي بـ “حقوق الإنسان”، والتمويل المقدم من القطاع الخاص والشركات، والمجمع الصناعي العسكري الوحشي والشرس، ووسائل الإعلام والصحافة الفاسدة، والكراهية الصريحة، والتواطؤ الصامت.
وخلف الادعاءات المتعلقة بالمخاوف الأمنية تكمن مجموعة من المصالح الخاصة والكليشيهات المناهضة للعرب والمعادية للإسلام والغسيل الوردي، ونحن نؤكد على أن الاحتلال والتطهير العرقي لفلسطين قضية كويرية ونسوية، وأن النضال من أجل التحرر الفلسطيني قضية تقاطعية، كما نرفض قتل الفلسطينيين والفلسطينيات وسجنهم/ن وتحقيرهم/ن وتجريدهم/ن من إنسانيتهم/ن، ونرفض محاولات تقسيمنا واستغلال الصعوبات التي تواجهنا لإضفاء الشرعية على مذبحة، ونرفض الجهود الساعية إلى السيطرة على كيفية تعبيرنا عن هوياتنا ومراقبة كيفية تعبيرنا عن مقاومتنا.
وسنتوقف مؤقتاً عن نشر أي محتوى لا يتعلق بفلسطين عبر حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فنحن نحزن على ما يحدث ونستمع إليه ونشهد عليه، كما نؤمن أنه من واجبنا استخدام منصتنا كمكان للاحتجاج والاستمرار في المقاومة، والتنظيم، والمقاطعة، والتثقيف، والضغط على حكوماتنا والمجتمع الدولي للتدخل وأخذ جانب العدالة حتى تتحرر فلسطين.