بقلم: موسى الشديدي
مقتبس من فصل في كتاب رجوع المستعمر إلى صباه
حرر هذا الفصل رولى الصغير ودققه نذير ملكاوي وصممه نورا سالم
صورة المخطوطة بحوزة متحف ديفيد في كوبنهاجن
هذا المقال من عدد عقدة الواوا
⚠️ يتضمن محتوى قد لا يكون مناسب للجميع
بحوزة متحف مجموعة ديفد الذي يستحوذ على أكبر مجموعة للفن الإسلامي في الدول الاسكندنافية على الإطلاق، وواحدة من أكبر المجموعات في أوروبا بأسرها. قام المتحف على بذرة مجموعة المحامي ورجل الأعمال كريستيان لودفيك ديفد، المخطوطة مكونة من 209 صفحة بحجم 33-22 سم مسجل عليها ثلاثة تواريخ 1779 و1780 و1799م، وتحتوي على 85 رسمة تصور أغلبها ممارسات جنسية متنوعة من الجنس الجماعي في دائرة من الرجال إلى ممارسة الجنس مع الحيوانات في البرية إلى ممارسة الجنس مع فاقدي البصر في مقام، غير استخدام النساء للأعضاء الذكرية الاصطناعية في ممارستهن للجنس مع النساء، رسمها الشيخ محمد بن مصطفى المصري.
في هذا المقال (وهو فصل من كتاب رجوع المستعمر إلى صباه) سأراجع المنمنمات المرسومة في المخطوطة وأحاول فهم الفكرة التي ارتبطت بإنتاجها، والوظيفة التي تؤديها، وتخيل المصور للجمهور المستهدف، ومحاولة فهم السياق الذي ظهرت فيه من خلال مراجعة أحد النصوص العربية التي احتوت هذه المخطوطة على ترجمتها إلى التركية.
بسبب رواج الأدب الشبقي العربي والفارسي والتركي في ذلك الوقت، بدأت الكتب تمزج ترجماتها مع بعضها البعض، وهذا هو حال مخطوطتنا، حتى يصعب تتبع مصدر ومؤلف بعض المقاطع فيها، لكن دون أدنى شك، فإنّ أحد الكتب المترجمة عن العربية في هذه المخطوطة هو كتاب رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه1، هو من تأليف ابن كمال باشا، المُتوفى عام 1534م، (ينسب بروكلمان وجورج سارتون وجمال جمعة الكتاب لشهاب الدين أحمد التيفاشي عالم المعادن والفلك والاجتماع والشاعر الذي كان قاضيا في تونس والقاهرة وتوفي عام 1253م)، الذي تُرجم للفارسية فيما بعد ثم للعثمانية. عثرت على نسخة رديئة وغير محققة منه في سوق الكتب السوداء بسبب منع الحكومة له باعتباره كتابا إباحيا. إنّه كتاب جنسي تعليمي ترد فيه مجموعة من الوصفات العشبية الدوائية لإطالة الأير وتضييق الكس وتحسين رائحته وزيادة المني والإعانة على الحبل ووصفات للإجهاض ووصفات لتحبيب السحاق، إضافة إلى وصف وضعيات جنسية مختلفة، والأهم أن هذا الكتاب كتب “بإشارة من السلطان سليم خان”2 أي إن السلطة في الماضي، بعكس السلطات المحلية اليوم وبعكس السلطات الغربية حينها، مولت الأدب والتصوير الشبقي اللوطي/السحاقي.
وهذا ليس بغريب؛ فكتاب الشيخ النفزاوي الجنسي المسمى الروض العاطر في نزهة الخاطر هو الآخر كتب بإشارة من الوزير الأعظم للسلطان عبد العزيز الحفصي صاحب تونس المحروسة في مطلع القرن الخامس عشر. في عام 1850م ينقل جنرال فرنسي نسخة من الكتاب معه من الجزائر، لينتقل إلى أوروبا، وصادر النازيون عام 1939م كل طبعات الكتاب في أوروبا التي احتلوها، وأحرقوها جميعا بسبب “إباحيتها”3. في التسعينيات استصدرت شرطة الآداب اللبنانية قرارا بمنع الكتاب عند محاولة ناشر في بيروت بإعادة طباعته ثمّ صودر، النتيجة كانت مزيدا من النسخ في السوق السوداء4. ومن هذه الأسواق في الأردن حصلت على نسختي.
أما الترجمة التركية بمخطوطتها هذه، التي رسمها الشيخ المصري، فيبدو أن أحد رجال البلاط العثماني هو من مول رسمها أيضا، حيث يظهر شخص مرتديا ثيابا فخمة وعمامة البلاط في الصفحة الأخيرة من المخطوطة واقفا لوحده ممسكا بمنديل أسود أنيق وباقة زهور صغيرة بيديه، كأن المخطوطة تمت إكراما له (صورة 1) بعد ظهوره مرارا وتكرارا في منمنمات المخطوطة، فيظهر بهيئة كبيرة في السن في منمنمة أخرى هو وصديقه يقف بينهما امرأة وغلام على ما يبدو(صورة 2). يمد الرجل يده في قميص الغلام، بينما يحاول صديقه التقرب من المرأة كما يبدو من انحناء جسده ونظره نحوها، ثم نجده مرة وهو يبدو أصغر سنا جالسا في حانة وأمامه شابان راقصان يقف إلى جانبهما رجل يعزف الموسيقى (صورة 3)، سرعان ما يظهر ذات الرجل بهيئة أصغر سنا من المنمنمة السابقة ينخرط بممارسة جنسية جماعية مع ثلاثة شبان (صورة 4)، ويقترح تصويره بمراحل عمرية مختلفة أن هذه المخطوطة مثلت رحلة عودته إلى صباه.
صورة 1: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر209، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 2: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر140، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 3: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر34، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 4: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر128، تصوير بيرنيل كليمب
من أهم ما يميز هذه الكتب هو تركيزها على المتعة الجنسية كجزء محوري لما هو صحي دون اختزال الصحة في كون الأعضاء الجنسية صحية وفاعلة وطاهرة أخلاقيا كما هو حال المؤسسة الطبية الغربية الحديثة، ومن أبرز الأمثلة على هذا افتتاحية الشيخ النفزاوي لكتابه الروض العاطر قائلا “الحمد لله الذي جعل اللذة الكبرى للرجال في فروج النساء، وجعلها للنساء في أيور الرجال، فلا يرتاح الفرج ولا يهدأ ولا يقر قراره إلا إذا دخله الأير ولا الأير إلا بالفرج”.5 وهذا ما تحدث عنه الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، واصفا المعرفة العربية الإسلامية حول الجنس بالفن الشبقي “الفن المثير”6 قائلا: “هناك المجتمعات – وكانت عديدة: الصين، اليابان، الهند، روما، والمجتمعات العربية-الإسلامية – التي توافر لديها “فن إباحي” وفي الفن الإباحي تستخلص الحقيقة من اللذة ذاتها، التي تؤخذ كممارسة وتتجمع كتجربة، ولم تؤخذ اللذة بعين الاعتبار من خلال العلاقة بقانون مطلق يحدد ما هو مسموح وما هو ممنوع، ولا بالرجوع إلى مقياس الفائدة، وإنما، بداية وقبل كل شيء، من خلال العلاقة معها بالذات، يجب معرفتها كلذة، أي حسب شدتها، صفتها النوعية، ديمومتها، وانعكاساتها في الجسد والنفس. بتعبير أفضل: يجب على هذه المعرفة أن تنعكس، بمقدار محدد، في الممارسة الجنسية بالذات، لتقوم بعملها كما لو من الداخل ولتوسع مدى تأثيراتها”،7 وهو ما يطرحه فوكو كنقيض لكيفية تعامل الثقافة الغربية الفكتورية القمعية مع الجنس، بما صك له مصطلح “علم الجنسانية”، وبهذا فإن مفهوم العلاج مختلف بين “علم الجنسانية” و”الفن الشبقي”، ففي الأول هو إصلاح خلل عضوي، بهدف تحقيق التكاثر، أما في الثاني فهو زيادة للمتعة.
هذه المنمنمات لا يمكن فصلها عن النص الذي رسمت له/فيه، فهي ليست لوحات بحد ذاتها، بل جزء من النص نفسه، وكأنها ترجمة بصرية للنص المكتوب وتلخيص له في الوقت ذاته، تعمل عمل البوصلة لقيادة الخيال باتجاه محدد، وفي الوقت ذاته تحفيزه في حال لم يكن النص وحده كافيا في تخيل الشخصيات والأحداث والأماكن التي يتناولها، حيث لم يرَ الكتاب والرسامون في تلك الأزمنة على ما يبدو ثنائية بين النص والرسم، ولذلك لا يمكن دراسة المنمنمات بمعزل عن النص الذي وردت فيه.
في المنمنمة التالية (صورة 5) نجد صفا من الرجال العراة بأيور مختلفة الأحجام والأشكال يتبارزون أيهم أكبر حجما، وهو أمر محوري لدرجة عثورنا على فصل كامل من الوصفات العشبية لتكبير الأير في كتاب رجوع الشيخ إلى صباه وكذلك في كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للشيخ النفزاوي، حيث يذكر النفزاوي في باب “ما يكبر الذكر الصغير ويعظمه” تفسيرا لضرورة مثل هذه الوصفات قائلا “اعلم يرحمك الله أن هذا الباب لتغليظ الذكر. وهو نافع للرجال والنساء. لأن الذكر الصغير تكرهه المرأة عند الجماع، كما تكره الذكر الضعيف المسترخي. وإنما لذة المرأة في القوي الكبير”،8 أي إن غايته وراء تلك الوصفات كانت تحقيق اللذة.
في نفس الصفحة، وتحتها مباشرة منمنمة تبدو لابن ألغز الرجل الأسطوري، الذي عثرت على ذكره في كتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء للراغب الأصفهاني (توفي 1108م)، “هو الذي أنعظ، فجاء بعير، فاحتك بأيره يظنه جذلا”9 والجذل عود ينصب للجمال الجربى لتحتك به، فالمعرفة الجنسية كانت متمحورة حول القضيب وحجمه بشكل كبير. في مجتمع كهذا أغرم المخنثون بالأيور الكبيرة كما ينقل التيفاشي في كتابه نزهة الألباب.
على الجانب الآخر، ظهرت أصوات ساخرة من هذا الهوس غير المجدي، فينقل لنا محاضرات الأدباء خبر “جعفر بن يحيى الصيرفي الذي خرج من الدنيا (أي توفي)، وما نكح (المسكين) امرأة بكل أيره”.10 وهو ما ينفي المتعة الناجمة عن كبر الأير، ونادرة عن “تفاخر قوم بكبر الأيور؛ فقال أعرابي: لو كان كبر الأير فخرا، لكان البغل من قريش”11، ساخرا من هذا الهوس والتفاخر.
على الرغم من تمحور أغلب المعرفة المتوفرة في هذا الكتاب حول القضيب والإيلاج، إلا أنه يذكر السحاق مرارا، فعلى نقيض الواقع الذي انتشر فيه السحق بين النساء كما يذكر القاضي والأديب التونسي شهاب الدين التيفاشي في كتابه نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب12 بصيغة نادرة قائلا “قال بعض الرؤساء لبعض المجان، وقد جرى بينهما ذكر السحاق: والله إني لأشتهي أن أعلم كيف تتساحق النساء؟ قال: إذا أحببت ذلك فأدخل بيتك قليلا قليلا”13، أي إنه من كثرة انتشاره لا بد أن تكون زوجته تساحق أثناء خروجه من المنزل. وخصص كُتّاب التراث فصولا كاملة في كتبهم للسحاق، كما في كتاب رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه ورشد اللبيب إلى معاشرة الحبيب لليمني وكتاب محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء للأصفهاني، إلا إن العثور على منمنمات تصوره أمر في غاية الندرة، وهذه المخطوطة واحدة من تلك المخطوطات النادرة التي تصور السحاق في منمنماتها (صورة 6)، وتصور ما أسماه العرب الكيربيخ (أي الأير الخشبي الذي يُلبس على الحوض) حيث تلبسه امرأة لتنيك به شريكتها (ترد نادرة في محاضرات الأدباء لامرأة تلبسه وتنيك به مخنثا).
صورة 5: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ڤ57، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 6: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر184، تصوير بيرنيل كليمب
على الرغم من ذكر مؤلف رجوع الشيخ في أكثر من موضع اهتمامه الشديد بتكثير النسل كهدف جوهري للكتاب، خصوصا في المقدمة التي قال فيها “فألفت وجمعت منها هذا الكتاب، ولم أقصد بتأليفه كثرة الفساد، ولا طلب الإثم، ولا إعانة المتمتع الذي يرتكب المعاصي ويستحل ما حرم الله تعالى، بل قصدت به إعانة من قصرت شهوته على بلوغ أمنيته في الحلال الذي هو السبب لعمارة الدنيا بكثرة النسل”14، إلا أن المؤلف لا يرى بأسا في إيراد حكايات اللواط والسحاق حتى لو لم تكن عن ممارسات جنسية منتجة للنسل، وحتى لو كانت ممارسة جنسية يرفضها هو نفسه، طالما تحقق الهدف الذي ذكره في مقدمته “وذكرنا من الحكايات الباهية وأخبار القيان ما يهيج جماع من يريد الجماع، وينبه شهوته ويعينه على لذته”15، أي إنه نقل الحكايات الجنسية لتكون علاجا كغيرها من الوصفات العشبية حيث يقول “نذكر الآن الحكايات التي إذا سمعها الإنسان، حركت شهوته وأعانته على بلوغ أمنيته”.16 يبدو أن الترجمة العثمانية زادت رسوم هذه الحكايات وفق المبدأ نفسه حتى تمثل هذه المنمنمات مغزى علاجيا لا فنيا، محاولة تحريك شهوة الناظر لها في حال بردت شهوته.
وهذا ينطبق حتى على منمنمات الغلمان المنفردين التي تمثل حالة الجمال المثالية التي تبدو أنها صُوّرت أولا لأن المصور استمتع بالنظر لخنثهم، ولكي يشارك المتعة الناتجة عن التحديق بهم مع جمهور صورته، ويحقق حالة من المتعة الجنسية الناجمة عن النظر، كحالة شبيهة بالتلصص على غنج أولئك الغلمان، وهو أحد المواضيع المحورية في الثقافة الإسلامية؛ إذ نجد نقاشات عديدة بين الفقهاء حول شهوة النظر للغلام الأمرد ما زالت قائمة حتى اليوم في مواقع الفتوى الإلكترونية على شبكة الإنترنت.
وبهذا اعتراف من مؤلف رجوع الشيخ أن هذه الحكايات ورسوماتها، حتى اللوطية والسحاقية منها، ذات مضمون علاجي لأي شخص يشكي برودة الشهوة ونقص المتعة، بعكس تطبيق مجتمعاتنا وسلطاتنا اليوم لـ”علاجات” خزعبلاتية وغير مجدية نابعة من عنف “علم الجنسانية” لمحاربة اللواط والسحاق،17 وهكذا فإن هذه الرسوم ليست مجرد منمنمات بل إنها والحكايات المرتبطة بها ذات طابع علاجي لا يختلف كثيرا عن الوصفات العشبية التي ذكرها أطباء المسلمين.
بعد أن يرسم الشيخ مصطفى المصري وضعيات جنسية مختلفة لممارسة الجنس، بعضها مع الفرج كتلك التي تحقق الحبل كما في المنمنمة المرفقة (صورة 7)، والأخرى مع الدبر كتلك التي تصور لواط رجال من بلدان أجنبية مختلفة مع بعضهم البعض (صورة 8)، نجد منمنمة لعشرة رجال يدورون خلف بعضهم البعض وينيك بعضهم بعضا، أير كل واحد منهم في دبر من هو أمامه في دائرة مكتملة (صورة 9). وحَسَبَ موقع متحف مجموعة ديفد تمثل هذه المنمنمة لقاء الشخصية الأساسية في الحكاية بشاب في حديقة تبدأ الشخصية الأساسية بشرح متع ممارسة الجنس مع الرجال في ستة عشر وضعا مختلفا لممارسة هذا الجنس،18 وعلى اعتبار أن لكل وضعية جنسية متعتها المختلفة والخاصة، فالغاية من ذكرها توسيع مساحة الجنس والمتعة التي يمارسها القارئ، وتعليمه وضعيات جديدة ربما لم يكن يعرفها من قبل تقذف شيئا من الحماس في ممارسة الفرد الجنسية التي قد وصلت لشيء من الملل بعد تكرارها لفترة طويلة دون تجديد، بعد أن يشرح له جميع هذه الوضعيات بدقة، يُعرّفه على ثمان من الأصدقاء، وحينها يؤدون هذا الجنس الجماعي مكونين دائرة مكتملة جميع من فيها فاعل ومفعول، وكأنه يمثل الحالة المتكاملة لتعلم جميع الوضعيات الممكنة، وهنا تغيب الأدوار الجنسية التي عادة ما كانت تظهر بوضوح في النصوص والمنمنمات الجنسية، وفي نفس الوقت لتمثل صورة تلقي بالشهوة في قلب من يشاهدها.
هذا لا يعني أن الواقع كان مثاليا في الماضي، ولم تكن هناك أي كراهية أو عنف أو تمييز، بل على العكس، فكتب التراث توثق ذلك، لكن يبدو أن الأمر لم يكن ممنهجا أو كافيا لمنع كل هذه الأعمال البصرية والتراث الجنسي من الظهور للعلن وتحدي وجهات النظر المحافظة والمتطرفة حينها. لكنّ عدم فهم الغربيين لكل هذا الاختلاف بين الفن الغربي والتصوير في بلادنا، بين علم الجنسانية لديهم و”الفن الشبقي” في بلادنا، ومحاولتهم النظر للجنس وتصويراته في المستعمرات وفق الأخلاق والمفاهيم الغربية، منعهم من القدرة على فهم هذه المخطوطات ومنمنماتها كما جاءت في سياقها.
صورة 7: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ر10، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 8: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، ڤ41، تصوير بيرنيل كليمب
صورة 9: مخطوطة متحف مجموعة ديفد، عام 1799م، 32.2 و20.5 سم، المخزن رقم 8/2018، الصفحة ڤ126، تصوير بيرنيل كليمب
- هو ما أكده مزاد سوذبايز عند عرضه لبيعها عام 2018م على موقعه الإلكتروني، http://www.sothebys.com/en/auctions/ecatalogue/2018/arts-of-the-islamic-world-l18220/lot.105.html?locale=en وهو المزاد الذي اشترى فيه متحف مجموعة ديفد المخطوطة. وعنوان هذا الكتاب هو مصدر إلهام عنوان كتابنا “رجوع المستعمر إلى صباه”.
- بن كمال باشا، رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه، الإشراف العام مجدي شكري، إبداع للنشر والتوزيع، 2007، ص8.
- النفزاوي، الروض العاطر في نزهة الخاطر، تحقيق جمال جمعة، لندن: رياض الريس، ط2، 1993، ص12.
- مي غضوب وإيما سنكليرويب، الرجولة المتخيلة، بيروت، دار الساقي، 2002، ص245.
- النفزاوي، الروض العاطر، ص23.
- “Ars erotica” :باللاتيني
- ميشيل فوكو، تاريخ الجنسانية: إرادة المعرفة، ترجمة سلمان حرفوش، بيروت: دار التنوير، 2017، ص77.
- النفزاوي، الروض العاطر، ص163.
- الراغب الأصفهاني، محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء، اعتنى به ووضع حواشيه سجيع الجبيلي، بيروت: دار الكتب العلمية، 2009، مجلد 3، ص304.
- نفس المصدر السابق.
- نفس المصدر السابق، ص305.
- الجدير بالذكر هنا أن كتاب نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب الذي حققه جمال جمعة عام 1992 لصالح دار رياض الريس، معتمدا على ثلاث مخطوطات، اثنتين منهما (رقم ِArabe 5943 ورقم Arabe 3055) بحوزة المكتبة الفرنسية الوطنية أيضا، ولا يمكن اعتبار ذلك مصادفة على أي حال، بل منهجا ومنوالا لسياسات استحواذ على تراث المستعمرات الجنسي على ما يبدو.
- شهاب الدين أحمد التيفاشي، تحقيق جمال جمعة، نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب، لندن: رياض الريس للكتب والنشر، 1992، ص241.
- ابن كمال باشا، رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه، ص8.
- نفس المصدر السابق، ص 10.
- نفس المصدر السابق، ص 339.
- يرد في كتاب رجوع الشيخ إلى صباه وصفة لتحبيب السحق، ويغيب عن الكتاب أي وصفة للتكريه فيه، وهو ما يقترح عدم وجود حاجة أو رغبة في منع السحاق وحتى اللواط طبيا بشكل ممنهج، مع توفر محاولات لعلاج الخنث في بعض الحالات، كما في تلك المذكورة في نهاية كتاب نزهة الألباب.
- في نسخة رجوع الشيخ التي بحوزتي، عثرت على الوضعيات الـ16 لجماع الدبر، لكنها مع أنثى، ولم ترد حكاية الدائرة المكونة من عشرة رجال،. لعلّ نسختي غير المحققة حُرّفت عند النشر، أو أن المترجم العثماني أضاف تلك القصة أثناء الترجمة.