بقلم: لميس
العمل الفني: لينا
ما العلاقة بين القطط والإنجاب؟
تنتشر الأقاويل حول القطط وعلاقتها1 بالعقم لدى الإناث أو التسبب بإصابة الجنين بالعمى أو الإعاقة العقلية، ويكفي بحث واحد على الإنترنت1 لإيجاد مئات المقالات2 التي تحاول الإجابة على هذا السؤال المطروح بكثرة: هل للقطط علاقة بالعقم لدى الفتيات؟، وتزداد حدة الأقاويل حين يتعلق الأمر بسيدة حامل وقط في محيطها، فتتم دعوتها إلى التخلص من حيوانها الأليف هذا لأنه يشكل خطراً قاتلاً على جنينها، كما يتم تحفيز الخوف والهلع لديها بطريقة غير منطقية لا تتطرق إلى التحدث عن حقيقة المرض الذي يتم ربطه بالقطط حصراً، وفي هذا المقال سنستعرض الحقيقة وراء كل هذا وطبيعة العلاقة بين القطط والإنجاب والعقم لدى النساء.
هل تنقل القطط مرضاً مرتبطاً بالحمل حقاً؟
لا تنقل القطط مرضاً مرتبطاً بالحمل حصراً، وسبب تهويل الأمر هو أنها من الممكن أن تحمل الطفيلي3 الذي يسبب مرض المقوسات والذي _في حال توافر الظروف المناسبة لانتقاله_ فإنه من الممكن أن ينتقل إلى أي إنسان، كما أثبتت الدراسات4 أنه أحد أكثر الأمراض الطفيلية شيوعاً في العالم فالتقديرات تشير إلى أن ثلث سكان العالم قد أصيبوا به وأن أكثر أشكاله شيوعاً هو المرض الكامن بلا أعراض، بينما تظهر له أعراض لدى حديثي الولادة والتي تكون شبيهة بأعراض الإنفلونزا والنكاف
هل القطط فقط من ينقل هذا المرض؟
من المهم الإشارة إلى أن المرض ليس مرتبطاً بالقطط حصراً بل من الممكن أن ينتقل إلى الإنسان بالعديد من الطرق5 منها أكل اللحوم غير المطهوة بشكل جيد والخضار غير المغسولة بعناية وأن يجد براز القطط طريقه إلى الجهاز الهضمي للإنسان والذي من الصعب أن يحدث في حال العناية بأساسيات النظافة العامة.
هل يصيب هذا المرض النساء فقط؟
يشيع تحذير الإناث من الإصابة بالعقم في حال الاقتراب من القطط ولكن يندر بالمقابل توجيه هذا الخطاب للذكور، وفي ضوء إثبات انعدام العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين مستويات الخصوبة والاقتراب من القطط يبدو من المثير للاهتمام التفكير في أصول هذه الخرافة، فلماذا ترتبط إشاعة غير حقيقية البتّة وتتعلق بالحفاظ على الخصوبة والخوف من ضياعها بالنساء تحديداً إلا إذا كانت المجتمعات تحيط خصوبتهن بهالة من القداسة تؤدي إلى جعلها محور وجودهن وجزءاً أساسياً في تحديد قيمتهن وفائدتهن للمجتمع.
العمل الفني: لينا
هل داء المقوسات مزمن وغير قابل للشفاء؟
تتراوح أعراض العدوى بمرض المقوسات وفقاً لمناعة المصاب، إذ لا تظهر أعراضها على أغلب الأصحاء والذين لا يحتاجون إلى علاج في حال إصابتهم به،6 ولكنها تبدو خطيرة على مصابي الأمراض المناعية المتقدمة والأجنة الذين7 تنقل لهم العدوى بشكل عمودي عن طريق الأم وتظهر لديهم مضاعفات شديدة بسبب ضعف مناعتهم أيضاً، ولكن وجب التنويه إلى أن هذه الحالات تعد نادرة،6 وقد تبين في دراسات متعددة أن الفحص المنهجي لعدوى التوكسوبلازما أثناء الحمل متبوعاً بالعلاج بالسبيرامايسين spiramycin للعدوى الحادة للأم وباير-سلفون pyr-sulf لأولئك الذين يعانون من عدوى جنينية مثبتة قادر على منع الانتقال الرأسي وتقليل شدة داء المقوسات الخلقي.
هل من السهل وقاية أنفسنا وقططنا من الإصابة بالمرض؟
نستطيع حماية قطتنا المنزلية من خلال سقايتها ماء نظيف غير ملوث، وتجنب إطعامها اللحوم النيئة، كما من الممكن أن يجرى فحص دم للقط في فترة حمل المرأة للتأكد من خلوه من المرض، أما بالنسبة للإنسان فيتلخص بروتوكول الحماية بغسل الخضراوات والفواكه بشكل جيد قبل أكلها وعدم تناول اللحوم النيئة أو غير المطهوة بشكل جيد، كما يجب على مربي القطط التأكد من غسل أيديهم جيداً بعد تنظيف مكان تبرز القط وهكذا ببساطة نكون جميعاً بأمان.
- هل القطط تسبب العقم للنساء – موضوع
- هل تسبب القطط عقما للنساء؟ | صحة | الجزيرة نت
- A review on human toxoplasmosis: Scandinavian Journal of Infectious Diseases
- Latent Toxoplasmosis and Human – PMC
- Toxoplasma gondii: transmission, diagnosis and prevention – ScienceDirect
- Outbreaks of clinical toxoplasmosis in humans: five decades of personal experience, perspectives and lessons learned | Parasites & Vectors
- Treatment of Toxoplasmosis: Historical Perspective, Animal Models, and Current Clinical Practice