بقلم: نزيهة سعيد
العمل الفني: لينا أ (تم التعديل على العمل الفني بتاريخ 5/1/2022).
هذا المقال من ملف ‘يا ليل يا عين’ – هيكل العدد هنا
تعطي “طالبان” فكرة مشوشة حول علاقتها بالجنس بشكل عام، وعلاقتها بالجنس المثلي بشكل خاص، حيث تعلن وبشكل رسمي اتباعها وتطبيقها للشريعة الإسلامية بحذافيرها، والتي تتضمن، حسب تفسيراتها قتل المثليين/ات، إلا إنها في الوقت نفسه وخلال فترة حكمها السابقة لأفغانستان تتغاضى عن “البيدوفيليا” أو الاعتداء الجنسي المنظم على الأطفال (الأولاد على وجه الخصوص)، كما يغتصب بعض أعضائها الرجال، رجالا آخرين قبل قتلهم بتهمة معينة ليس بالضرورة يتم التحقق منها أو إثباتها بأربع شهود كما مفترض في الشريعة.
فقد بيّن الصحافي مارك بانرمان خلال تقرير أعده في العام ٢٠١٠ أن رجالا يعملون في تجارة الأولاد الصغار، كراقصي وعبيد للجنس أو ما يسمى باللغة الدارية إحدى اللغتين الرسميتين في أفغانستان “الباشا بازي” أو”لعب الغلمان”، والتي حضرتها “طالبان” رسميا، إلا إنها لم تبذل جهود متضافرة لوقف الممارسة والنشاط الإجرامي الذي يحيط بها، حسب تعبيره.
في الوقت نفسه أعدمت طالبان في العام ٢٠٠٨ رجلين بسبب علاقة مثلية في هارات، وبعد عام واحد في تاكار قُتل رجلان آخران لنفس السبب، حسب ما أخبر “ماي كالي” الناشط في حقوق مجتمع الميم – عين الأفغاني أرتميس أكبري، وأضاف: “كان وضع مجتمع الميم – عين قبل وصول طالبان سيئًا، إلا إنه بالمقارنة مع طالبان فهو بالطبع أفضل، فقد تم إلغاء عقوبة الإعدام لممارسي العلاقة الجنسية المثلية واقتصرت على السجن، كما أن الإعلام (التلفزيون والراديو والصحف) خلال السنوات القليلة الماضية كانت تحاور مجتمع الميم – عين وتتناول مواضيع الهوية الجندرية والجنسية من باب النقاش وعدم التعتيم على وجودهم، كما كان لديهم داخل أفغانستان القليل من الحرية ولكن مع وصول طالبان يفقدون هذه الحرية”.
وأكد أكبري “الآن بعد وصول طالبان إلى الحكم مرة أخرى، سيتم تغيير عقوبة العلاقة الجنسية المثلية إلى عقوبة الإعدام مرة أخرى كما كان معمول به بين عامي ١٩٩٦ و٢٠٠١ حيث تم إعدام العديد من أفراد المجتمع تحت حكم طالبان”.
يُبيح تقليد “الباشا بازي” استغلال الفتية الصغار المتبرجين الذين تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات و18 سنة، كوسيلة للمتعة وكدمى جنسية في سهرات الرجال، حيث استغل مقاتلو طالبان الأفغان هذا التقليد الذي يشكل نقطة ضعف لدى الشرطة، لإرسال فتية لاختراق مراكزها وشن هجمات في جنوب البلاد، حسب تقرير لوكالة فرانس برس في العام ٢٠١٦.
تغير الحال
عادت “طالبان” التي تأسست في ولاية قندهار في جنوب غرب أفغانستان على يد الملا محمد عمر الذي أسسها في ١٩٩٤، للقضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان على حد زعمه. عادت للسيطرة على المدن الأفغانية، بعد اتفاق تاريخي وقعته في الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية فبراير/ شباط ٢٠٢٠، ينص على انسحاب كامل للقوات الأجنبية من أفغانستان وإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما، إلا أن مشاهد انسحاب القوات الأجنبية وسيطرت طالبان لم تخلو من الدراما والدهشة بالإضافة إلى عنصر المفاجئة، رغم أن العالم كان موعدا مع هذا المشهد منذ توقيع الاتفاقية.
فسارعت العديد من فئات المجتمع التي تعرف أنها ستكون مستهدفة من قبل قوات طالبان، كالنساء والعاملين السابقين مع القوات الأجنبية في البلاد، وكذلك أفراد مجتمع الميم – عين إلى البحث عن ملجأ، أو الهروب من البلاد، في مشاهد لم تغفل عنها كاميرات الإعلام وصحافيوها، من تزاحم الأفغانيون في مطار كابول للحاق بأي من الطائرات المغادرة، ليس مهم إلى أين، ومشهد لاعب كرة القدم الذي يسقط من الجو بعد أن تعلق بعجلات الطائرة، وغيرها من المشاهد المروعة، ذلك بالرغم أن طالبان حاولت منذ أن تسلمت السلطة أن تظهر إنها عائدة بفكر أكثر تقبلا وانفتاحا، إلا أن ذلك تلاشى سريعا، مع بدء تطبيق الأحكام السابقة من قمع وقتل وقوانين صارمة تتضمن عقوبات الإعدام.
وفي التعامل مع أفراد مجتمع الميم صرح قاضي طالبان جول رحيم في يونيو/ حزيران ٢٠٢١ إن هناك عقوبتين فقط للمثلية الجنسية: الرجم أو السحق تحت جدار، فيما قال وحيد الله الهاشمي، أحد كبار صانعي القرار في حركة طالبان في مقابلة مع رويترز في أغسطس /آب ٢٠٢١ إن البلاد ستحكمها “الشريعة وهذا كل شيء”.
ويواجه أفراد مجتمع الميم “تمييزًا واعتداءًا واغتصابًا” بالإضافة إلى المضايقات والاعتقال من قبل السلطات حسب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية صدر في العام ٢٠٢٠ وقال التقرير: “كان يُنظر إلى المثلية الجنسية على نطاق واسع على أنها من المحرمات”.
العمل الفني: لينا أ.
استطاع مجتمع الميم – عين الأفغاني خلال السنوات الماضية أن يحقق تقدما على المستوى الاجتماعي، من حيث التقبل والوجود، كما يوضح الكاتب الأفغاني المثلي نعمت سادات في حديث له مع “ماي كالي”: “كان مجتمع الميم – عين في أفغانستان في الخطوط الأمامية لخلق تغير اجتماعي خلال مرحلة الاستعمار الأمريكي، فقد عملوا كفنانين/ات في مكياج مشاهير البرامج التلفزيونية الأفغانية، وقادوا/قدن البرامج الثقافية من خلال استضافة الحفلات الموسيقية وعروض الأزياء والسيطرة على وسائل الإعلام وصناعة الثقافة الشعبية – من خلال العمل كصحفيين/ات ومحررين/ات ومنتجين/ات”.
ويرى سادات بأنهم/ن تمكنوا من تحويل شخصية المجتمع الأفغاني الأبوية العسكرية، الذي لا يتسامح مطلقًا مع المثلية الجنسية إلى مجتمع أصبح يتعامل بإيجابية مع المثليين/ات والعابرين/ات، “كل ذلك على الرغم من حقيقة أن المثلية الجنسية غير قانونية والكشف عن هوياتهم/ن قد يعرضهم/ن للغرامات والسجن وفي بعض الحالات للموت، لكنهم كانوا على استعداد لتحمل المخاطر مع العلم أنهم يعيشون في ديمقراطية انتقالية ويحصلون على دعم المجتمع الدولي للنضال من أجل حقهم في الوجود والمطالبة بالمساواة”.
لدى طالبان قائمة سوداء لاستهداف لمجتمع الميم – عين الأفغاني من الذين كانوا معروفين/ات جيدًا، والذين/ اللواتي تم الإبلاغ عنهم من قبل الأقارب أو غيرهم/ن، أو المعروفين/ات بنشاطهم/ن في مجال حقوق الإنسان، فيذهبون من منزل لآخر للبحث عنهم/ن
“علي زادا”* وهو اسم مستعار لمثلي الجنس من مزار شريف – أفغانستان والذي يخضع للإقامة الجبرية في المنزل، تحدث لـ”ماي كالي”: “الوضع سيء للغاية، تهديد للحياة، تهديد اقتصادي، تهديد بالفقر والجوع، دون أي رحمة نحو مجتمع الميم – عين، عندما يتم تحديد هويتهم/ن، يتم إعدامهم/ن أو رجمهم/ن بالحجارة، لهذا السبب أنا رهن الإقامة الجبرية”.
وأضاف: “عندما كان الأمريكيون هنا، كان هناك عمل واقتصاد، وكانت لدينا حرية أكثر، وكنا نحاول أن نتطور في حياتنا ونطور المجتمع، أما الآن فكل الناس تريد مغادرة أفغانستان، الوضع لم يكن ممتازا في وجود الأمريكان ولكنه ساء”، فعلي زادا ليس الوحيد الذي يرى في الاحتلال الأمريكي شرا، ولكنه كان أهون الشرّين
لا يختلف اثنان على أن الوضع لمجتمع الميم – عين في أفغانستان لم يكن جيدا أو آمنا قبل طالبان، ولكن الخوف والهلع والخطر زاد بعد أن تسلمت الحركة الإسلامية المتطرفة السلطة بعد الاتفاق السياسي مع القوى الاستعمارية التي احتلت البلاد على مدار ٢٠ عاما دون أن تجلب له الاستقرار، فيوضح شربل ميدع، الرئيس المشارك البديل في إلغا آسيا في لقاء مع “ماي كالي”: “بالتأكيد لم يكن وضع مجتمع الميم – عين، وبالأخص المثليين والعابرات جنسيا جيد بأفغانستان قبل سيطرة طالبان، لأن الدولة السابقة كان لديها قوانين تجرم المثلية الجنسية، كما أن المناطق التي بقيت تحت تأثير طالبان أو تطبق قوانين الشريعة الإسلامية كانت خطرة على مجتمع الميم – عين”.
ويواصل: “فالوضع لم يكن جيد، ولكن مع طالبان أصبح هناك استهداف مباشر، فلدى طالبان قائمة بأفراد مجتمع الميم – عين الذين/اللواتي تريد استهدافهم/ن وقتلهم/ن، في الوقت الذي تعج البلاد بالفوضى وإعادة السيطرة من قبل طالبان، إلا أن الحركة كان لديها الوقت والجهد واعتبرت ملاحقة المثليين أولوية عبر التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التعارف وتخطيط كمائن عبر مواعدة أشخاص مثليين والاعتداء عليهم/ن بالضرب والاغتصاب”.
وأضاف ميدع الناشط والباحث في مجال حقوق مجتمع الميم – عين: “أصبح استهداف مجتمع الميم – عين ممنهجا، فمن أول الملاجيء التي تم الهجوم عليها من قبل طالبان كان ملجأ لأفراد من مجتمع الميم – عين والمصابين بفيروس نقص المناعة البشري، “هناك عمل حثيث من قبل طالبان على إلغاء وجود مجتمع الميم – عين كليا، فالحركة لديها اليوم مهمة تطهير المجتمع من متعددي الميول الجنسية والأنواع الجندرية، ويعتبرون قتلهم تطهيرا من فيروس نقص المناعة البشري، كما إنه تطهير من كل ما يخالف الشريعة الإسلامية.
طالبان أصبحت أسوأ
ويؤكد أكبري الذي يعيش خارج أفغانستان منذ أن سيطرت طالبان على كامل مفاصل الدولة، ويدير مجموعة على الانستغرام تحت مسمى مجتمع الميم – عين الافغاني – Afghanistan’s LGBTQIA+ Family التي تنشر الأخبار والصور المتعلقة بالمجتمع: “طالبان لم تتغير، بل أصبحت أسوأ، وأصبحت أكثر مكرا، وهم يحاولون خداع العالم بأنهم تغيروا، وليس لديهم مشكلة مع حقوق الإنسان أو المرأة. لكنهم يكذبون، لقد أصبحوا في الواقع أكثر خطورة على مجتمع الميم – عين”.
وأشار سادات الكاتب الأفغاني الذي يعيش في المنفى إلى أن “عودة طالبان تعني عودة تطبيق النسخة النقية من الشريعة الإسلامية، التي تنذر بالموت لمجتمع الميم – عين في أفغانستان، فهم يواجهون الموت إما رجماً أو بسقوط جدار بارتفاع ١٠ إلى ١٥ قدماً عليهم، فمنذ استيلاء طالبان على السلطة، تدخل قواتها المجتمعات ويطلبون من شيوخ القرية تسليم المثليين/ات جنسياً أو إنهم سيواجهون الموت الوشيك إذا تم اكتشاف أنهم يوفرون ملاذاً لأفراد مجتمع الميم – عين”.
وأكد سادات أن لدى طالبان قائمة سوداء لاستهداف لمجتمع الميم – عين الأفغاني من الذين كانوا معروفين/ات جيدًا، والذين/ اللواتي تم الإبلاغ عنهم من قبل الأقارب أو غيرهم/ن، أو المعروفين/ات بنشاطهم/ن في مجال حقوق الإنسان، فيذهبون من منزل لآخر للبحث عنهم/ن، لذلك فأن أفراد مجتمع الميم – عين هاربون/ات والعديد منهم/ن يختبئون في الأقبية والخزائن وأسطح المنازل وفي بعض الحالات في الخنادق وفي الجبال، خوفًا من أن تجدهم/ن طالبان وتقتلهم/ن.
وأشار أكبري إلى أن أصدقاءه من مجتمع الميم – عين داخل أفغانستان “خائفون، يحاولون إخفاء أنفسهم من طالبان، عبر عدم الخروج من منازلهم، والبعض منهم يحاول الفرار من البلاد، والذهاب إلى بلد آمن عبر محاولة للذهاب إلى المطار أو محاولة عبور الحدود بشكل غير قانوني، لأنهم يعتقدون أنه ليس لديهم مستقبل في أفغانستان في ظل حكومة طالبان، وهم يعلمون أنه إذا اكتشفت طالبان أن هناك أفرادًا من مجتمع الميم – عين، فسيتم إعدامهم، لذا فهم خائفون حقًا وهم لا أعرف ماذا سيحدث في المستقبل”.
وقالت فتاة مثلية باسم مستعار للسي أن أن في ١٨ سبتمبر، ٢٠٢١ “الوضع يزداد سوءًا كل يوم، أصبح الخوف من الاعتقال جزء من حياتي ولدي ضغط شديد لدرجة أنني لا أستطيع النوم”. وهو ما أكد عليه أيضا سادات فقال: “لدي قائمة تضم ٥٠٠ شخص تقريبا من مجتمع الميم -عين، بعضهم فُقِدوا والبعض الآخر تعرض للضرب المبرح؛ حتى أن قلة منهم هربت من الاعتقال ولا تزال مختبئة في أفغانستان”.
هروب ودعم فوري
الكثير من أفراد مجتمع الميم عين يخططون لترك البلاد لأنها أصبحت غير آمنة، تعليقا على ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في رد على استفسار من “ماي كالي”: “الولايات المتحدة ملتزمة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية لأفراد مجتمع الميم -عين. ونحن نعلم أنه في المراحل الانتقالية، غالبًا ما يواجه الأشخاص من مجتمع الميم – عين، ضعفًا شديدًا في مواجهة التمييز والعنف”.
ويبدو من المتابعة ومراسلة عدد من المنظمات الدولية التي تعمل في مجال حقوق مجتمع الميم الدولية، أو الأقليمية بأن الولايات المتحدة لم تُجلِ أي من أفراد مجتمع الميم – عين، ضاربة عرض الحائط التزاماتها التي تعهدت بها أمام المجتمع الدولي على مدار السنوات التي تواجدت فيها في أفغانستان.
فيما أكد أرميس أكبري أن مجتمع الميم – عين الأفغاني يحتاج اليوم إلى دعم المجتمع الدولي أكثر من ذي قبل، وطلب من جميع وسائل الإعلام، ونشطاء مجتمع الميم – عين، ونشطاء حقوق الإنسان رفع أصوات أفراد مجتمع الميم – عين الأفغان، “ويجب على الدول الغربية الضغط على طالبان لوقف العنف ضد المرأة ومجتمع الميم – عين، كما يجب عليهم منح حق اللجوء لمجتمع الميم – عين الأفغاني وإيجاد طريقة آمنة لمغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن.
فقد فضل الجيش الألماني على سبيل المثال، شحن ما يقرب من 65 ألف علبة بيرة و340 زجاجة نبيذ إلى ألمانيا أثناء استكمال انسحاب قواته من أفغانستان في نهاية يونيو/حزيران الماضي، على إجلاء المئات من الموظفين الأفغان وأفراد أسرهم الذين لم يحصلوا على تأشيرة ولم يتم إجلاؤهم على الفور.
تمكن 25 شخصًا من مجتمع الميم – عين الأفغاني من الخروج عن طريق البر أو الجو وهم مختبئون في إيران وباكستان وطاجيكستان في الوقت الذي تتم فيه مراجعة ملفات اللجوء الخاصة بهم، حسب الكاتب نعمت سادات، مضيفا: “لا يزال أمامي طريق طويل لأوصل جميع من في القائمة لدي (٥٠٠ شخص) بعيدًا عن الأذى وإعادة التوطين في مجتمع أكثر انفتاحا”، وذلك مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
فيما بيّن ميدع أن التحديات التي تواجه عملهم/ن اليوم كناشطين هي “وجود بلدان تستقبل لاجئين/ات من مجتمع الميم – عين الأفغاني، أن نستطيع توفير تأشيرات لدواع إنسانية لهم/ن، أن يستطيعوا/ن الوصول للمطار، نقلهم/ن لأماكن آمنة داخل أفغانستان وتغيير المكان من وقت لآخر، الأخذ بعين الاعتبار كل الذي يقوله الأفراد في الداخل، وأن يكون هناك سرية في التواصل، وسرية في التعاون، بالحصول على المعلومات، والتواصل مع الجهات الدولية، والدول التي قد تساعد لإخراج الأشخاص من أفغانستان. أيضا تحد العيش حتى تحقق أي من هذه الحلول التي نرى بأنها سيئة بأن يضطر الأشخاص لترك بلدانهم/ن إلا أن هذه أولوية الآن”.
بعد المحاولات العديدة والجهد المبذول من عدد من المنظمات على رأسها “إلغا آسيا” استقبلت إيرلندا وبريطانيا نهاية أكتوبر / تشرين الأول الماضي (٢٠٢١) عددا لا يتجاوز العشرين من أفراد مجتمع الميم-عين الأفغاني، إلا أن هناك دفعتين أخريتين سيصل العدد النهائي فيها إلى ما يزيد عن الخمسين خلال الأشهر المقبلة، حسب ما أوضح ميدع.
وأضاف في حديث له مع “ماي كالي”: “البعض يخاف ويرفض الذهاب لباكستان لأن هناك وجود لطالبان فيها، وهناك تخوف من التعرض لنفس المصير، كما أن موضوع الحوار مع طالبان غير مطروح حاليا، فكيف يتم التحاور معها حول موضوع حساس لهذه الدرجة بالنسبة للشريعة”.
جاءت الولايات المتحدة الأمريكية قبل عشرين عاما إلى أفغانستان في استعراض للقوة في وجه غريمتها روسيا، تحت شعار إنقاذ البلاد والعباد من المد الشيوعي الديكتاتوري، جالبة لهم الديمقراطية والحرية، لتتعاقد بعد عقدين من الفشل في السيطرة على هذه البلاد مع جماعات متطرفة لتسليم البلاد لها بعد كل هذه السنوات مسلمة إياها بعد السلطة رقاب كل من أدعت حمايتهم/ن طوال هذه السنوات من أقليات ومعارضين ونساء.
* تم تغيير الأسماء