إن الأماكن الأثرية التاريخية في الشرق الأوسط تحتفظ بالكثير من القصص والدلالات الكويرية، لذلك قام موسى الشديدي برحل ميدانية لمجموعة من الأماكن الأثرية وبحث في تاريخها بما يشبه عملية تنقيب كويرية وبالتعاون مع مشروع برواز الكويري النسوي البصري، بتحويل عملية التنقيب تلك إلى مشروع بصري بهيئة خريطة.
معبد هرقل
هو معبد روماني بني عام 166م تكريسا لهرقل حامي المدينة، لم يبقى منه إلا بضعة أعمدة ما تزال قائمة بشموخ فوق جبل القلعة في قلب العاصمة عمان.
بحسب الفيلسوف والمؤرخ اليوناني بلوتراخ كان لهرقل عاشقا اسمه لولاس وهو من ساعده في قتل هيدرا الوحش الأسطوري الذي كلما قطع هرقل رأسه كان ينبت له رأسين عوضا عنه، فقد كان لولاس يكوي الرقبة بالنار بعد أن يقطعها هرقل حتى لا تنبت له رؤس جديدة.
من الجدير بالذكر إن ضريح لولاس في طيبة/الأقصر كان مقصدا للعشاق الذكور لقطع النذور عنده. وقال ذات المؤرخ أن عدد عشاق هرقل الذكور أكثر من أن يتم إحصائهم.
معبد أرتيمس
معبد روماني تم الانتهاء من بنائه سنة 150م في قلب مدينة جرش الأثرية لأرتيمس التي كانت تعد الآلهة الحارسة للمدينة، وآلهة الصيد والخصب عند الرومان، وكانت تعيش مع مجموعة نسوية من التابعات الحوريات العذراوات في البرية.
هناك العديد من الأساطير التي تقتل فيها أرتيمس رجالا لاستراقهم النظر لها أثناء الاستحمام أو لمحاولتهم إغواء حورياتها، لكن كرهها للرجال ليس كل شيء، ففي أسطورة زيوس وكاليستو، بحسب ما ذكره الشاعر الروماني أوڤيد، حين يريد زيوس أن يغتصب كاليستو إحدى حوريات أرتيمس يتنكر بشكل أرتيمس كي يضاجعها، وهذا ما يقترح وجود علاقة جنسية بين أرتيمس نفسها وبين حورياتها.
قوس هادريان
أو قوس النصر الذي بني عام 129م في مدينة جرش الأثرية تكريما للإمبراطور هادريان الذي كان أول إمبراطور روماني يفصح عن هيامه بالرجل بشكل علني.
كان زواج هادريان زواجا سياسيا من سابينا ابنة الإمبراطور السابق تراجان، فقد كان زواج تعيس ولم ينتج عنه أي أطفال.
وقع هادريان في غرام غلام يوناني جميل اسمه انتونيوس ظهر معه في كل مكان. و بعد أن غرق في ظروف غامضة في النيل، أطلق اسمه على مدينة مصرية بناها حزنا عليه.
قصر عمرة
وهو قصر وحمام أموي صحراوي بني بين عامي 723 و743 بأمر من الخليفة الأموي الحادي عشر الوليد الثاني بن يزيد بن عبد الملك. تزين جميع جدرانه رسوم لنباتات وحيوانات وكائنات أسطورية وموسيقيين وراقصات وصيادين وكتاب ورموز وثنية ومسيحية، حتى قبة الحمام رسمت عليها الأبراج السماوية.
قال المحدث والإمام والمؤرخ شمس الدين الذهبي أنه “لم يصح عن الوليد كفر ولا زندقة، بل اشتهر بالخمر والتلوط” وقال أخوه سليمان يوم مقتل الوليد “أشهد أنه كان شروبا للخمر ماجنا ولقد راودني عن نفسي”.
قلعة الشوبك
هي قلعة صليبية بناها الملك بلدوين الأول ثاني ملوك مملكة بيت المقدس عام 1115، وبذلك فهي أقدم قلعة صليبية في الأردن، أطلق عليها اسم مونتريال أي الجبل الملوكي.
يذكر المؤرخ جوناثان فيلبس أن بلدوين لم يرى النساء سوى “كمصادر للدعم السياسي والمالي، والقليل من الأمور الأخرى”، في إشارة لعدم شهوته لهن. وذكر وليام الصوري المؤرخ الصليبي ورئيس أساقفة صور ومستشار بلدوين الرابع، أن بلديون الأول كان يعاني من “ضعف في اللحم” والقليل من “خدام جسده” عرفوا بهذا الأمر. أما كريستوفر تيرمان المؤرخ والأكاديمي المختص بالصليبيين في جامعة أوكسفورد فيقول في كتابه حرب الله: تاريخ جديد للصليبيين، “إن بلدوين في الغالب كان مثلي الجنس” وكان مسلم مرتد “أحد عشاقه، وحاول خيانته خلال حصار صيدا”.
من الجدير بالذكر، إن بلدوين الثاني ابن عم بلدوين الأول ومن استلم العرش من بعده، كان أحد مؤسسي مجلس نابلس الذي أصدر قانونا بحرق كل من يمارس اللواط في مملكة بيت المقدس، في أول قوانين مكتوبة للمملكة، وهو أول قانون من نوعه في العصور الوسطى إلى جانب تجريم العلاقات الجنسية مع المسلمين.
حمل الخريطة هنا