بقلم موسى الشديدي
الصور: الممثلة جين فوندا بعدسة ديفيد هيرن في فيلم بارباريلا عام 1967
ملاحظة: تم استخدم الصور لأسباب تعبيريية وذلك لعكس محتوى المقال
هذا المقال من ملف ‘إنشالله بكرا’ – هيكل العدد هنا
منذ فترة يراودني سؤال في ذهني، في كل مرة أسمع فيها عن أخ قتل أخته أو أب ذبح ابنته أمام الناس أو قتل ابنه عند اكتشاف علاقته مع ابن الجيران، وأحيانا قتل الابن لأبيه بسبب علاقته الجنسية المثلية أو قتله لوالدته، في كل مرة يخبرني صديق أن عائلته تلاحقه وتريد ذبحه بسبب حركاته الأنثوية، أو تم ابتزازه وتهديده بنشر صوره من عصابات تعمل على استدراج الأشخاص جنسيا لتصويرهم وتهديدهم، أو مشاهدة فيديو لمثلي يضرب ويسحل في الشارع أمام الجميع، أو يتناوبون على اغتصابه لأنهم يعرفون أن السلطات لن تعاقبهم أو أن الضحية سيخاف أن يقدم بحقهم شكوى، لأنه حتى عندما يلجأ للقضاء للابلاغ عن الاغتصاب سيسجنونه بتهمة المثلية الجنسية. أما من يحرض على اغتصاب المثليين في الإعلام مثل المخرج المغربي محمود فريطس فيبقى حرا طليق، والمحامي المغربي عبد المولى المروري يستغرب تقديم المثليين شكوى قضائية عند اغتصابهم، ونرى الأخ الذي قتل اخته إسراء الغريب في فلسطين حرا طليق، وحتى عندما تنتحر امرأة مثلية مثل سارة حجازي يستكثرون عليها الترحم.
هذا النوع من العنف منتشر حول العالم، لكن في هذا المقال سأركز على المنطقة الناطقة بالعربية وسأحاول الإجابة على السؤال التالي، لماذا تمكنت العديد من الحركات النضالية من تسليح نفسها بهدف الحماية عبر التاريخ ولم تفعل الحركة الكويرية 1 أو النسوية ذلك؟ على الرغم من سقوط الضحايا يوميا؟ ما الذي يمنع الكويريين/ات والنسويين/ات من الدفاع عن أرواحهم/هن في وجه كل هذا العنف؟ كيف لنا تخيل مستقبل نشعر بالأمان فيه؟ وكيف لنا أن نحمي أنفسنا من كل هذا في المستقبل؟
تجربة اجتماعية فنية
تحدثنا عبر زوم أنا وفادي زعمط 2 الفنان ومصمم الأزياء الأردني الذي يحاول التمرد على ثنائية الرجل-امرأة والتصميم من منطلق كويري، تحدثنا حول تأثير السلاح حتى لو كان لعبة على أمننا في المساحات العامة، وصياغة موازين القوى فيها، وكيف للازياء أن تلعب دورا في حمايتنا أو عدم حمايتنا من العنف. فادي هو مصمم أزياء قام بتجربة اجتماعية فنية في قلب شوارع مدينة عمّان، ليحول ذات الشوارع التي تنمرت واعتدت عليه مرارا وتكرارا، إلى محميته الخاصة التي لا يجرؤ أحد على إطالة النظر إليه فيها حتى، وكل هذا يعود لحمله لعبة سلاح صغير كجزء من زيه الذي خرج به إلى الشارع يومها.
كل شيء بدأ عندما زار فادي أحد المولات الكبيرة في عمان خلال فترة أعياد رأس السنة وشاهد الأطفال “يطلقون النار” على بعضهم البعض تحت شجرة العيد في باحة مركز التسوق، وكأنها حرب عصابات دائرة أمام عينيه،”السلاح عم بيكون مرتبط بالجندر الأولاد همة يلي عم بلعبو فيه، فأنا شايفهم” لقد تخيلهم يكبرون أمام عينيه وأسلحتهم تتحول من البلاستك والمطاط إلى المعدن والبارود، وتصبح قاتلة، لقد رأى الدماء، لكنه مع ذلك لم يكن مقتنعا بفكرة التسلح “بس أن نحتاج سلاح علشان ندافع عن بعض بحد ذاتها فيها مشكلة”.
هذا دفع فادي نحو استكشاف ما يمكن للسلاح تغييره في علاقة أجسادنا مع الفضاءات العامة والمحيط وأجساد البشر المتواجدين في هذه الفضاءات، من خلال عمله كمصمم أزياء وفنان بصري، استمرت التجربة لساعة من الزمن، قال لي فادي “كننا رايحين ناكل فلافل، فقلت شو رح يصير إذا كان في سلاح على خصري؟ بس طرفو مبين رح أحس حالي محمي وما حدا رح يحكي معي؟ وعملتها وطلعنا” مشى فادي مع لعبة السلاح في خصر بنطاله الضيق عبر شارع الرينبو أمام الناس، “شعرت بقوة هائلة ما حدا بيقدر يحكي معي، أنا خلص محمي هي معي سلاحي، وبعتقد كمان بيغير بعينهم مين هاد الشخص أو شو بيقدر يعمل أو هل بقدر أعلق عليه أو بلاش أبلش ففي تهديد معين بيصير حتى لو أنه بس طرف لعبة” وصل مطعم الفلافل سحب سلاحه من خاصرته ووضعه في حقيبة يده وطلب وجبته، وشاهد أعين الناس تلمح سلاحه ثم تزيح بنظرها بعيدا خوفا من أي مشكلة، “حصلت على القوة يلي المجتمع بيعطيها للسلاح فجأة بتصير هي القوة عندك فجأة بتصير قادر تدافع عن نفسك أو شكلك بيعطي هاد الانطباع مع كل أنوثتك وبدون ما تخبي ذاتك الحقيقية”.
أنتج فادي معطفه التالي لا من خلال خياطته فحسب بل من خلال إطلاق النار عليه أيضا في حلبة الرماية تحت عنوان “هدف“، فادي لعب دوري الهداف والمستهدف في هذا العمل الفني ، “كنت عم بحط حالي كهدف وكمان عم بحط حالي بالجهة التانية، الحدا يلي عم بيطخ الهدف، فمسكت سلاح حقيقي وأطلقت النار على الجكيت، كان جنوني، في قوة كتير كبيرة ولما كنت بطخ جسمي تحرك ورجع لورا، قد ما فيه شعور بالقوة عند رفع السلاح، قد ما كان هناك عدم راحة”.
عرض فادي العمل في معرض وادي فنان، “الناس خافت من الشغل، لانه بنخاف نحكي عن هاد الموضوع” وفي حديثه معي قدم نقدا لتجربته وعمله هذا “كان في عندي مشكلة مع حالي أنه أنا معي سلاح، حتى لو حسيت بالأمان، بس كنت حاسس اني عم برسخ هي القوة للسلاح وعم بسوق لفكرة انه بيقدر يحميني، كان عندي مشكلة حتى لو كان لعبة نكون ماسكينه علشان يعطينا قوة، وهي مشكلتي مع شغلي حتى على الرغم من انه كان من منطلق اني عم بحاول أكتشف شو الشعور يلي بيعطيه حمل سلاح”.
الصورة: الممثلة جين فوندا بعدسة ديفيد هيرن في فيلم بارباريلا عام 1967
تجريم السلاح النسوي
حاورت الناشطة النسوية ومدربة الحياة هلا صباح3، مؤسسة ومديرة healthy feminist حول انتشار الإيدلوجيا السلمية في صفوف الحراك النسوي الناطق بالعربية، “أنا من وجهة نظري، السلمية شي كتير غلط لأن الأبوية كتير عنيفة، فلما الناس بيحكو لازم نكون سلميات أو نبعد عن العنف، كأنهم بيقولو ما في مشكلة تكون في مؤسسة عم بتعنفنا وتقتلنا وتمرضنا ونحنا لازم نقعد نحكي بالسلام، هاد شي كتير بيقهرني كمان كفلسطينية، فكرة “ما تردو عالعنف الإسرائيلي أنتو أحسن من هيك” مع أن مؤسسة الاحتلال كتير عنيفة طول الوقت فأنا ضد السلمية بقوة، الأبوية هي المستفيد الوحيد لما نقول للمرأة لازم تكون سلمية ومطيعة ولازم تضحك بوجه معنفها”.
عندما سألت هالا عن الوسائل والأسلحة المتاحة منحتني زاوية أوسع في فهم كلمة “سلاح” فلم يكن أول ما ذكرته لي المسدس والسكين، بل على العكس بدأت بوسائل بسيطة للغاية، “أنا كتير بحب فكرة بخاخ الفلفل (pepper spray) يلي بقدر أرشه على عيون حدا إذا حاول يتحرش فيي وبيعطيني وقت أهرب أو أرن عالشرطة أو أتخذ أي اجراء، وفي كمان الملابس الداخلية مضادة للاغتصاب، أنا بشوف هي الوسائل من حق النساء يستخدموها” وتحدثنا عن العديد من اختراعات الحماية التكنلوجية والتي لم يتم صناعة بعضها حتى الأن وحتى لو صنعت لن تكون متوفرة ومتاحة للعديد من النساء حول العالم بأسعار منطقية.
ثم استدركت حديثها لعرض وجهة نظر نسوية مناهضة لاستخدام هذه الوسائل، “في كتير نسويات ضد هذا الشي، بيحكو ليش نحنا نعيش برعب ونحط حالنا بهيك موقف المفروض الرجل هو اللي يتغير، مش شغل المرأة تحمي حالها، بس أنا مع ذلك بشوف أن المرأة لازم تحمي حالها، عبال ما الزلمة يفهم ويتأدب ويتعلم أنا ما رح أقعد أستنى حدا يغتصبني، وكمان بيعصبني أن في كتير بلاد أوروبية عم تمنع بخاخ الفلفل أو جهاز الصعق الكهربائي، إذا مسكوك ومعك واحد فيهم كأنهم ماسكين معك مسدس وممكن تروح عالسجن، مع أن كتير في شرطة بيستخدمو هي الأدوات، عم بياخدو الوسائل البسيطة اللي بتحمي المرأة ويعملوها غير قانونية”.
ثم تحدثنا عن المسدسات والسكاكين وتأثير حملها على صحة النساء النفسية، “بالنسبة للمسدسات والسكاكين أعتقد مؤذي للمرأة أكثر من الرجل، إذا وصلنا لمرحلة نقتل فيها، هذا رح يأذينا نفسيا، أظن بنقدر نحمي حالنا بأساليب من غير ما نوصل لمرحلة القتل، كمان إذا نحطيت بموقف أن الشخص يلي عم بيحاول يأذيني صار قريب جدا ما بعرف إذا رح تكون عندي الجرأة أطعن شخص أو أطخ عليه، أكيد فينا ناخد المسدسات الصوتية أو يلي بيطلق كرات، بس الي بيخوفني بهاد الشي هو أن المرأة ممكن تنأذي، يعني لو أنا طلعت مسدس بوجه واحد عم بتحرش فيي ما بضمن ردة فعله، ممكن هذا يسبب زيادة في العنف اتجاه المرأة”.
“أهمية التسليح تكمن في وجوده كمصدر خوف وقلق للناس اللي ممكن تستخدمه ضدك، هاد اللي بيعمل التوازن الأولي، هو أنه انت خايف مني زي ما أنا خايف منك، مش بس أنا خايف منك لأنه بس انت اللي معك سلاح،”
الصورة: الممثلة جين فوندا بعدسة ديفيد هيرن في فيلم بارباريلا عام 1967
“نضال” منزوع السلاح
التقيت براما4 كاتبة وباحثة في السياسة جلسنا في الفناء الخلفي لأحد المقاهي المحلية وتحدثنا بداية عن التغيرات التي مرت بها علاقتها مع فكرة السلاح والتسلح “لما كنت صغيرة بمحيط أهلي كان السلاح شي كتير سيء ما بعمرنا كان عندنا سلاح بالبيت وكانت دايما علاقته بالصيد، أي حدا بده يتسلح فهو أكيد صياد وأكيد بده يقتل حيوان، وأنا كشخص بيحب الحيونات بشكل عام ماكنت بحب السلاح، بس بلشت أقراء عن حركات التحرر بلشت أفهم أهمية السلاح، كيف كان يرمز للصراع وكيف كان حتى لو مش مستعمل بس وجوده على أجساد المقاتلين والمقاتلات هو رمز لانه هدول ناس عم بيحاربو لقضية ما شوي اختلفت نظرتي إله، وصرت أشوف رمزية ال AK47 اللي بتنحط عالبوسترات أنها شي إيجابي، بلعكس ياخد منحى تحرري ممكن يكون فعال أكتر من غيره”.
هنا تذكرت حركة الفهود السود التي تأسست عام 1966في الولايات المتحدة الأمريكية سلحت السود لمواجهة العدوان اليومي الذي يتعرضون له من قبل العصابات البيضاء والشرطة، لم يكن الهدف منها قتل البيض أو الشرطة، بل على العكس كان الهدف منها إيقاف ذلك العدوان.
الفهد الأسود حيوان لا يعتدي على أحد إلا إذا اعتدى عليه أولا، ودون أن يرفع ذيله محذرا لن يهاجمك أبدا، وهذا ما كان يفعله أفراد الفهود السود في شوارع الولايات المتحدة، يمسكون أسلحتهم ويقفون في منعطفات الشوارع محافظين على مسافة مناسبة وقانونية بينهم وبين الشرطة، في حال اعتدى أي شرطي على سود البشرة، سيتم رفع هذه الأسلحة بشكل تحذيري حتى لا تتمادى الشرطة في انتهاك القانون بحق المواطنين السود، لقد كان الهدف من هذا التسلح هو حماية النفس لا القتل.
وحكينا أكتر أنا وراما عن الفئات المرتبط بالسلاح وقالت لي “كنت بشوف يلي معهم سلاح هم ناس ما بدي أكون مثلهم، اللي كتير بيكونو عالفيس بوك حاطين صور سياراتهم وأسلحتهم، والصيادين، والناس اللي بسلك الشرطة أو الجيش، هدول التلات شخصيات كنت بربط براسي أنه دايما معهم سلاح، فأن يكون معي سلاح ممكن يكون تشبه فيهم أو أكون منهم أو زيهم، بس هلاء اختلفت هي النظرة، مع القرأة عن التسلح الأسود والتسلح الفلسطيني، المشكلة هي احتكار السلاح بيد هي الناس مش وجوده فعليا، هو وسيلة أو أداة بس مش غاية، الغاية مش أن نتسلح هاد شي مش إيجابي، الغاية هي أن نوصل لمجتمع غير متسلح”، وبعد أن اتفقنا على هدف واحد وهو مجتمع غير مسلح تناقشنا حول الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف، من وجهة نظر راما “الوسيلة لنوصل لهاد المجتمع هو أن يكون في توازن بميزان الخوف، أهمية التسليح تكمن في وجوده كمصدر خوف وقلق للناس اللي ممكن تستخدمه ضدك، هاد اللي بيعمل التوازن الأولي، هو أنه انت خايف مني زي ما أنا خايف منك، مش بس أنا خايف منك لأنه بس انت اللي معك سلاح، فبتعمل إعادة ضبط لمين ممكن يأذي مين”، أي أن فكرة احتكار السلاح بيد فئة مقربة من السلطة مقابل عدم وجود أي سلاح بيد الفئة غير المقربة من السلطة هو الذي يؤجج العنف من وجهة نظر راما ويجعل ممارسته أسهل، والعكس صحح، وهذا دفعنا للحديث حول الأسباب وراء عدم تسلح الحراك النسوي الكويري الناطق بالعربية حتى يومنا هذا.
لفهم الأسباب التي منعت هذا الحراك عن التسلح يجب أن نفهم ما كان يعنيه التسلح في البيئة التي ظهر فيها هذا الحراك، قالت راما لي “لحراكات النيوليبرالية “التحررية”/السلطة الاستعمارية وامتدادها العصري/المؤسسات المدنية، عملت نوع من الضغط علشان تخلي الصراعات منزوعة السلاح لإنه السلاح خطير لميزان القوى والوضع الراهن اللي بيسمح لهم يضلوا بمكانهم ، حتى بسمعها بالمحاور الفلسطينية يقلك الانتفاضة الأولى (1987 – 1993) هي الأنجح علشانها كانت سلمية، وهي اللي قدرت توصل صوتنا لكل العالم، عكس الانتفاضة الثانية (2000 – 2005) اللي كانت مسلحة بشكل كتير كبير، بس بالنسبة لكتير من الفلسطينين هي اللي أذتهم علشان صارت المعادلة مين عنده سلاح أكتر، وهذا لصالح الصهاينة”.
وأكملت قائلة “الناس صارت تشوف علشان توصل صوتك كمستضعف بأحسن طريقة ممكنة هي أنك تكون مقبول بقوالب بتنمطك كأنك انت المقهور والمسكين والماكل هوا، وتضحين حالك علشان يتقبلك المجتمع الدولي، على اعتبار أن الانتفاضة الأولى هي اللي عززتنا بالمجتمع الدولي، فالنسويات والكويريات يلي موجدين بهاد الإطار السياسي يلي بيشوفو أن الضحينة (أي يجعله ضحية) والظهور والتمثيل أشياء إيجابية وتؤدي للتحرر بيشوفو إيجابي أكتر تكون صورتنا أنه نحنا المساكين اللي مادين ايدنا عكس اللي حاطين ايدنا عالسلاح، هذا هو الإشكال”.
وعندما سألتها عن رأيها بهذه الفكرة قالت لي “أكبر نقد لهذه الفكرة أنه بس بعد عملية ميونخ كانت أول مرة ياسر عرفات بيحكي بالأمم المتحدة، بعد ما خطفوا الرياضين الإسرئيليين في ألمانيا بال1972، بالعكس المجتمع الدولي بلش يحكي معهم لما شاف معهم سلاح وهددوهم فيه”.
وختاما عندما سألتها “هل بتفكري ممكن نتحرر أو ندافع عن حالنا بدون سلاح”؟ أجابتني “جربنا كأجساد كويرية نكون ساكتين، جربنا نبني مؤسسات مع الدولة، وجربنا نبني مؤسسات خارج الدولة، يا ريت يكون في عندنا نموذج ما نكون مضطرين فيه نحط أجسادنا وحيواتنا على المحك علشان نتحرر، هذا الشي هو الغاية، لو السلاح ما بيقدر يعمل هالشي ليش خايفين منه”؟
الخاتمة:
لقد حاور الإعلام الغربي المناضل الأسود مالكوم ايكس كثيرا واتهمه بالعنف بسبب أرائه المتعلقة بالدفاع عن النفس، في عام 1965 سأله محاور أبيض على قناة سي بي سي ما إذا كان يروج للعنف؟ وجوابه كان “لا أسميه عنفا، أنا لا أشجع السود على الخروج والمبادرة في قتل البيض بأي شكل من الأشكال، من حق أي إنسان في أي مكان أن يفعل كل ما هو ضروري لحماية حياته وممتلكاته خصوصا في دولة ثبت عدم قدرتها أو عدم رغبتها في حماية حياته وممتلكاته” وفي خطاب له عام 1964 قال “فيما يتعلق باللاعنف: إنها جريمة أن نعلم شخصا عدم الدفاع عن نفسه في حال كان ضحية مستمرة لهجمات وحشية، إن امتلاك بندقية يعد أمرا قانونيا. نحن نؤمن بطاعة القانون” ليغتاله في النهاية أولئك “غير العنيفين”، فاللاعنف لا يجب أن تكون مبنية على الخضوع والموت بصمت كما هو حالنا الآن. إن لم نقاتل من أجل حماية أرواحنا وأجسادنا لن يحمينا أحد، وأنا أرى مستقبلا نتمكن فيه من حماية أنفسنا بأنفسنا، دون الحاجة لاستجداء الحماية والشفقة من أحد، واستعطاف القتلة، أرى مستقبلا نحن لسنا ضحايا فيه، لا نقتل يوميا، ولا يجرؤ أحد على ابتزازنا، يجب أن يكون الأمر واضحا لن نتنازل عن أرواحنا بسهولة.