قراءنا الأعزاء،
في هذا العدد، نطمح لتخيل مستقبل أفضل من الحاضر الذي نعيشه جميعا اليوم، مستقبل يتخطى الأبوية وهيكل الأسرة التقليدي، مستقبل يتخطى حدود الفضاءات الفيزيائية ورؤيتنا للحياة ما بعد الإنترنت وما بعد الجائحة. كما نعزي خساراتنا التي عانينا منها خلال السنة الماضية، والتطلع نحو المستقبل…
في هذا العدد نستضيف الفنان المفاهيمي السوري-السويدي جوان يوسف على غلافنا. والذي التقى به فريقنا الرائع في مدينة لوس آنجلس في منزله نظرا للحظر، ومن خلال مقابلته مع كاتبنا، حدثنا يوسف عن كيف يعكس الجزء العربي من هويته وحول أعماله وأيضا نظرته للفن في ما بعد الجائحة وتأثير الإبداع على حياتنا مستقبلا في تمكيننا من التواصل والترابط، “أنا متفائل وكلي أمل في المستقبل، حتى في هذه الأوقات الحرجة” هذا ما شاركنا به يوسف حول الغد.
“أنا متحمس لما هو قادم وكيف سنتعامل في المستقبل مع الفن والأشياء بشكل مختلف بشكل عام.”
جوان يوسف
تصوير جيان زاندي
مساعد الصورة: سلمى سليمان
تلبيس: هوشیدار مرتضایی
تصميم الغلاف: عاطف دغليس
تراشي x هوشیدار مرتضایی
أيضا على غلافنا، نستضيف المغني والمؤدي المغربي-الكندي مهدي بحمد وحاورنا حول قدرة الموسيقى على تخيل المستقبل أكثر حرية، ومستقبل الفن الكويري في منطقتنا، “في عالم تصبح فيه البشرية متحدة، لن أكون بحاجة للحديث عن كويريتي، لأنني سأكون أكثر من ذلك” هكذا يرى بحمد المستقبل. وكما سأل بحمد، نحاول من خلال هذا العدد الإجابة على عدد من الأسئلة، هل المستقبل كوير؟
كذلك سيناقش هذا العدد المستقبل من زوايا مختلفة، الزاوية الأولى ستكون عن مستقبلنا بعد الكورونا، وسنحاول فهم عالم ما بعد جائحة الكورونا، كيف سيصيغ فيها الحب نفسه؟ كيف سنواعد بعضنا البعض؟ وكيف ستعيد المساحات العامة تعريف حدودها وأشكالها؟ – وكيف جعلت الجائحة مستقبل الجميع بشكل أو بأخر مجهولا، حتى خلقت وحدة من نوع ما في خيال الجميع، وأصبح التخطيط للمستقبل فعلا عائما ومستقبليا، وكيف تتراشق علينا المصائب، حتى أصبحنا على وعي تام بأن الجميع صار عارفا بها، وأن مستقبلنا أشبه بطريق مسدود.
أما الزاوية الثانية فسنناقش فيها مستقبلنا ما بعد الأبوية، وكيف يصبح تخيل المستقبل امتيازا في ظل الخوف، في ظل هذا هل يمكن أن يلومنا أحد على عدم وضوح تخيلنا للمستقبل؟ وكيفية استخدام المستقبل سلطويا كحالة تهديد وفزع تحاول السلطة من خلاله فرض الغيرية علينا جميعا، ودفعنا للزواج من خلال بعبع “ستموت وحيدا إن لم تتزوج” حتى يتحول المستقبل لمساحة للغيريين فقط.ونناقش مستقبل الحراك المثلي وعلاقته بالسلاح، في ظل ما نواجهه بكشل يومي، هل سنصل لمرحلة نتمكن فيها من الدفاع عن أنفسنا؟ وما هي الحجج التي تدفعنا للخضوع للعنف اليومي دون مقاومة؟ ما يعني أن ترفع سيدة أردنية لافتة كتب عليها “يا بنصلح الشباب يا بنسلح البنات” في الوقفة الاحتجاجية ضد قتل والد أحلام لابنته وشربه للشاي فوق جثتها في وسط الشارع؟
مستقبلنا ما بعد الإنترنت، من يمتلك الإنترنت؟ وهل يمكن له أن يصبح مساحة عامة؟ وكيف يمكننا تحقيق المشاع الرقمي حتى يمكن للجميع الاستفادة منه بشكل عادل؟
نيللي مقدسي – شوف العين، ٢٠٠١
أما الزاوية الثالثة فستكون محاولة لفهم مستقبلنا ما بعد الإنترنت، من يمتلك الإنترنت؟ وهل يمكن له أن يصبح مساحة عامة؟ وكيف يمكننا تحقيق المشاع الرقمي حتى يمكن للجميع الاستفادة منه بشكل عادل؟ هذه هي الأسئلة التي ستساعدنا في فهم مستقبل النشاط الرقمي الكويري في المستقبل. كيف يمكن فهم فن الجر/الدراغ على أنه عبور لا بين الأجناس فقط، وإنما بين الأزمان والمساحات الرقمية؟ كيف تطور هذا الفن عبر الزمان وتأثر بالتكنلوجيا؟ وكيف نتخيل وظيفته في المتسقبل؟ ما أهمية تقمص شخصيات من الماضي في الحاضر من خلال هذا الفن؟ وما الدور الاستصلاحي الذي تؤديه فنانة الجر للأغاني القديمة في عروض الملكات؟
“أشعر بالحزن و بالامتياز في نفس الوقت. لكن الأهم من ذلك ، أشعر بالتفاؤل والثقة في أن الأمور سسيتغير في المستقبل القريب. لقد بدأت الأمور تتغير بالفعل.”
مهدي بحمد
تصميم الغلاف: عاطف دغليس
وقمنا بمقابلة-فيديو مع المتحولة/الترانس القديرة سراب ياسين وتحدثنا معها عن الماضي والحنين وذكرياتها في شوارع مدينة عمّان، وليالي السهر في ملهى كويري والمشاكل التي تواجه الأشخاص الترانس في الحاضر وتخيلها للمستقبل.
عملنا في المجلة كمحررين/ات وكفنانين/ات وناشطين/ات، نحن على التواصل دائم مع متابعي المجلة في مجتمعاتنا وفي المنفى، ونواكب كل ما هو مهم لمجتمع الميم والمجتمع النسوي بالإضافة إلى التغيرات التي نتبناها، وحماسنا لكل ما هو جديد وتقديرنا لكل ما هو قديم وقدير. وعملنا في الحاضر مرتبط بجهودنا وجهود شركائنا وشريكاتنا في الماضي، والذي يقيودنا إلى مستقبل كويري نسوي أفضل وشامل ومترابط وعادل. إنشالله بكرا.
سنقوم بالنشر عبر موقعنا ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا ابتداءا من ١٦ فبراير، ٢٠٢١
قام بتحرير هذا العدد كل من خالد عبد الهادي وموسى الشديدي والايزا ماركس